تعيش مصر حالة من التوتر والقلق بسبب تأثيرات سد النهضة الإثيوبي على مواردها المائية. يوضح الخبير المصري في مجال الجيولوجيا والمياه، عباس شراقي، مفهوم الضرر الذي قد يتسبب فيه هذا السد، مشيراً إلى أن مصر تحتفظ بحقها المكفول دوليا للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حال تعرضت للضرر.
بحسب شراقي، يظهر الضرر الفعلي على مصر من خلال حجز جميع التخزينات من الإيراد المائي، مما أدى إلى تأثيرات سلبية كبيرة. ورغم جهود الدولة في استخدام السد العالي وتدابير وزارتي الري والزراعة لمنع الضرر المباشر على المواطنين، فإنها تواجه تحديات هائلة مستقبلاً.
أحد أكبر التأثيرات الحالية هو التهديد الوجودي لنصف شعب السودان، حيث يمكن أن يمتد إلى مصر في حالة انهيار السد نتيجة للتخزين الكبير الحالي. بالإضافة إلى ذلك، تظهر تأثيرات سلبية أخرى على مستوى سياسي واقتصادي، مثل اتخاذ إثيوبيا قرارات أحادية وحجز كميات كبيرة من المياه، مما يؤدي إلى توقف الأراضي الزراعية وتطلب تكاليف كبيرة لتطوير وتحسين البنية التحتية المائية والزراعية.
وفي هذا السياق، تشير تصريحات شراقي إلى أن الدولة نجحت في حماية المواطنين وتلبية احتياجاتهم المائية برغم التحديات، مشيراً إلى الجهود الضخمة التي بذلت في إنشاء مشروعات مائية بتكلفة تصل إلى 240 مليار جنيه خلال السنوات السابقة. ويثمن دور الجيش المصري والمختصين في المياه والزراعة في تحقيق هذا الإنجاز.
مع انتهاء المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا دون التوصل إلى اتفاق، تعبر مصر عن استعدادها لمتابعة عملية ملء وتشغيل سد النهضة بحذر، مع الحفاظ على حقوقها في الدفاع عن أمنها المائي والقومي في حال تعرضت للضرر.