دعا رئيس حزب المستقبل المعارض في تركيا، أحمد داود أوغلو، جميع الأحزاب السياسية إلى التوحد من أجل القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وقال داود أوغلو في مقطع فيديو نشره، اليوم السبت، على حسابه في “تويتر”، “القدس هي كرامتنا، القدس هي شرفنا.. ندائي لكل الأحزاب السياسية: حتى ولو اختلفنا في أمور أخرى.. لنتحد من أجل القدس”.
وأضاف “أدعو جميع القادة والمسؤولين السياسيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية (رجب طيب أردوغان)، إلى رفع صوتنا بشكل موحد.. دعونا نُظهر أننا قادرون على أن نجتمع معا حول قضايا مشتركة مثل القضية الفلطسينية”.
وتابع داوود أوغلو “لنختلف في كل قضية أيا كانت، لكن حينما يكون الموضوع هو القدس والأقصى وفلسطين، فعلينا أن نكون متحدين”.
ودعا داود أوغلو جميع الدول الإسلامية لـ”تتبنى بقيادة تركيا موقفا مشتركا، ضد احتمالية ازدياد الضغوطات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق إخوتنا الفلسطينيين”.
واعتبر أن “الاحتلال الإسرائيلي وجد من علاقاته مع بعض الدول الإسلامية مشروعية شجّعته على ممارسة مزيد من الضغوطات بحق الفلسطينيين”.
وقدّم داود أوغلو مقترحًا من 4 بنود للحكومة التركية، للتحرك من أجل قضية القدس والمسجد الأقصى:
“أولا: عقد جلسة تضم جميع الأحزاب في البرلمان التركي، وإصدار بيان يندد بعنف الاحتلال الإسرائيلي والهجمات البربرية التي يشنها، كما يجب التأكيد على أننا جسد واحد نقف إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين في مواجهة هذه الهجمات.
ثانيا: ليدعو السيد رئيس الجمهورية لاجتماع عاجل للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، ويتواصل مع ملك المغرب (محمد السادس) بصفته رئيسا لهذه اللجنة، لتكون هذه اللجنة نقطة مقاومة مشتركة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ثالثا: الاتصال بشكل عاجل بملك الأردن عبد الله الثاني، بصفته صاحب السلطة الخاصة بالأراضي المقدسة في القدس الشرقية، وفقًا للقانون الدولي.. والتحرك سوية لاتخاذ خطوات وفق القانون الدولي تضمن الوقوف إلى جانب الشعب الفلطسيني، وحماية المسجد الأقصى.
رابعا: إجراء اتصالات مع اللجنة الخاصة بفلسطين في الأمم المتحدة والتي تعتبر غير نشطة أصلا منذ سنوات عديدة.. كما أنه يجب العمل مع تركيا لنقل القضية للأمم المتحدة”.
وختم داود أووغلو بالتأكيد على أن “الوقت ليس وقت السكون بل وقت أن نصدع بصوت مرتفع.. من إسطنبول أحيّي قبلتنا الأولى المسجد الأقصى، وجميع الأبطال الفلسطينيين هناك.. يجب ألا يكون الأقصى دار حزن، بل دار كرامة، وعلينا جميعا تقديم الدعم المشترك له”.
ومساء الجمعة، أدان وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلية، على المصلين العُزّل داخل المسجد الأقصى بعد اقتحامه، بمدينة القدس المحتلة.
وقال تشاويش أوغلو في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر”، “أدين بشدة الهجوم على المسجد الأقصى، قبلتنا الأولى، هذا المساء”.
وأضاف “إنه لأمر غير إنساني أن تستهدف إسرائيل المصلين الأبرياء في رمضان المبارك”.
وتابع “أتمنى الشفاء الفوري لإخواننا وأخواتنا المصابين.. نحن دائما مع القضية العادلة للشعب الفلسطيني”.
ومساء الجمعة، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلية المصلين العُزّل داخل المسجد الأقصى بعد اقتحامه، بمدينة القدس المحتلة.
وأفاد شهود عيان أنّ “قوات الاحتلال هاجمت آلاف المصلين المتواجدين داخل الأقصى قرب (باب المغاربة) أحد أبواب المسجد، بالضرب وإلقاء قنابل الغاز والصوت”.
وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون على الإنترنت، اشتباك قوات الاحتلال مع عدد من المصلين عند “باب السلسلة” بعد منعهم من دخول المسجد الأقصى والاعتداء عليهم بالضرب وإلقاء قنابل الصوت.
وحسب ناشطين فقد “دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة تجاه باحات المسجد الأقصى من أجل قمع المصلين”.
عقب ذلك، أدان رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، الاعتداءات “الإسرائيلية” على المسجد الأقصى، مؤكدا عدم قبول تركيا للعنف ضد الفلسطينيين.
وقال ألتون في تغريدة على حسابه في “تويتر”، “إننا نتابع بقلق سياسة الاحتلال والعنف ضد الفلسطينيين”، مؤكدا أنه “ليس من المقبول أبدًا أن تهاجم إسرائيل مقدساتنا”.
وأرفد “ندين بشدة اقتحام المسجد الأقصى، القبلة الأولى لنا، بالقنابل الصوتية”.
ومنذ فجر يوم أمس الجمعة، دفعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي بأعداد كبيرة من عناصرها إلى القدس المحتلة، مغلقة الشوارع المحيطة بها والطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى، إلى جانب انتشارها في أزقة المدينة ونصبها للحواجز الحديدية.
وعلى الحواجز المحيطة بمدينة القدس المحتلة، منعت قوات الاحتلال الدخول بالمطلق لمن لا يحملون تصاريح دخول، بهدف التقليل من أعداد المصلين الواصلين الى المسجد الأقصى.
وفي وقت سابق أمس الجمعة، أدى نحو 70 ألف مصل، صلاة الجمعة الرابعة والأخيرة في شهر رمضان المبارك الجاري، في المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، وذلك رغم إجراءات وقيود الاحتلال الإسرائيلي.
خطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو اسنينة، قال إن “المقدسيين هم الطائفة المرابطة التي أشار إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، طائفة قائمة بأمر الله مخلصة لله صابرة عن بطش الاحتلال والله سينصرهم في النهاية”.
وحذّر أن “الخطر القادم على القدس أدهى وأمر، وسياسة الظلم والاحتلال لن تدوم، وسيبقى أهلنا صامدين وصابرين في بيوتهم في أرضنا المباركة”.