أغنيس مريم الصليب: من راهبة الأسد إلى شخصية مثيرة للجدل في السياسة السورية

سلط تقرير قناة "الجزيرة" الضوء على شخصية مثيرة للجدل في سوريا، وهي الراهبة اللبنانية أغنيس مريم الصليب، المعروفة أيضًا بفادية اللحام أو أغنيس مريم دي لاكروا.

ترأست الراهبة دير القديس يعقوب الفارسي في بلدة قارة بدمشق، الذي يتبع أبرشية حمص في سوريا.

شخصيتها تجمع بين العمل الديني والنشاط السياسي، وكانت تُعرف بعلاقتها القوية مع النظام السوري، ما جعلها موضع انتقادات من معارضي النظام ولقبت بـ "راهبة الأسد".

النشأة والتكوين الديني  

وُلدت فادية اللحام في بيروت عام 1952، وواجهت منذ سن الخامسة عشرة أسئلة وجودية حول الحياة، ما دفعها للانضمام إلى حركة الهيبيز في أواخر الستينيات بحثًا عن "الحقيقة والرب".

رحلت بين أوروبا والهند وباكستان وإيران، وفي نهاية المطاف، وجدت نفسها في الحياة الدينية، حيث انضمت إلى دير الكرمل في بيروت عام 1971.

التجربة الدينية في سوريا  

في عام 1994، اكتشفت فادية لحام ديرًا قديمًا في الصحراء السورية، وأطلقت مشروعًا لترميمه.

تحت إشرافها، أسست جماعة رهبانية تضم راهبات ورهبانًا من مختلف الجنسيات، وركزت على وحدة المسيحيين وحماية التراث المسيحي في المنطقة.

مواقفها السياسية والجدل الدائر حولها  

منذ بداية الحرب في سوريا، دافعت أغنيس عن نظام الأسد ورفضت العديد من الاتهامات الموجهة له، بما في ذلك تلك المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في مجزرة الغوطة الشرقية عام 2013.

شككت في فيديوهات المجزرة واعتبرتها مفبركة، وهو ما أثار الكثير من الجدل.

العلاقة بنظام الأسد والاتهامات  

لقد تعرضت أغنيس لانتقادات كبيرة بعد دفاعها المستمر عن نظام بشار الأسد، واتهامتها وسائل الإعلام بالتورط في مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكيه عام 2012، حيث ساعدته في دخول سوريا قبل مقتله.

مواقفها بعد سقوط النظام  

بعد سقوط النظام في ديسمبر 2024، أثارت أغنيس الجدل مجددًا بتصريحاتها حول حكم ديني في سوريا، ودعوتها لتدخل روسيا وإسرائيل في تقسيم البلاد.

ما دفع المحامي السوري ميشال شماس إلى المطالبة برفع دعوى ضدها لمحاسبتها على تصريحاتها المثيرة للفتنة.

تظل أغنيس مريم الصليب شخصية مثيرة للجدل، حيث تباينت مواقفها بين النشاط الديني والسياسي، وبينما تسعى لحماية التراث المسيحي في سوريا، يظل ارتباطها الوثيق بالنظام السوري محل تساؤلات عديدة.