ارتفاع غير مسبوق في طلبات اللجوء في ألمانيا

تشهد ألمانيا تحديات كبيرة في ظل ارتفاع قياسي لا مثيل له في عدد طالبي اللجوء خلال العام 2023، حيث كشفت الحكومة الألمانية عن زيادة بنسبة 51.1% مقارنة بالعام السابق، وفقًا لتقرير المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين. وصل إجمالي عدد الطلبات إلى 351,915، مع تسجيل نسبة عالية من طالبي اللجوء السوريين الذين بلغوا 30% من الإجمال.

تأتي تلك التحديات في سياق ارتفاع ملحوظ في أعداد الأتراك والأفغان، اللذين يشكلون الفئات الثانية والثالثة بعد السوريين بنسب 17.8% و 15.2% على التوالي. ولا يمكن تجاهل تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث وصل أكثر من مليون أوكراني إلى ألمانيا منذ بداية النزاع في فبراير 2022، مما خلق تحديات جديدة للحكومة الألمانية وللاتحاد الأوروبي.

من الجدير بالذكر أن ألمانيا قبل ذلك استقبلت أكثر من مليون مهاجر، أغلبهم من سوريا، بعد الغزو الروسي، إلى جانب العراقيين والأفغان. وفي هذا السياق، أعلن قادة الاتحاد الأوروبي عن "اختراق" في اتفاقية الهجرة، وسط مخاوف من أن الإصلاحات المقترحة قد تؤثر سلبًا على حقوق اللاجئين وتشجع على صفقات غير أخلاقية.

من ناحية أخرى، يعبر الناقدين عن قلقهم من أن هذه الإصلاحات قد تؤدي إلى تقويض حقوق طالبي اللجوء، محذرين من زيادة في احتجاز الأفراد والأسر في مراكز يمكن وصفها بأنها تشبه السجون. وفي هذا السياق، قالت إيف جيدي، مديرة مكتب المؤسسات الأوروبية في منظمة العفو الدولية، إن هذا "سيؤدي إلى انتكاس قانون اللجوء الأوروبي لعقود قادمة".

من جهة أخرى، تعبّر ستيفاني بوب، خبيرة الهجرة في الاتحاد الأوروبي في منظمة أوكسفام، عن قلقها من تأثير هذه الاتفاقيات على حياة الأفراد، خاصة فيما يتعلق بحقوق الأطفال والأسر. يتوقع أن تكون قضية الهجرة حاضرة بقوة في الحملة الانتخابية المقبلة، مما يجعلها موضوعًا رئيسيًا يستحق الاهتمام والبحث العميق.