عمرو سالم ينتقد العقلية الحكومية

في الفترة الأخيرة، انتقد وزير حماية المستهلك السابق، عمرو سالم، العقلية الحكومية في التعاطي مع القضايا الملحة التي تؤثر في حياة المواطنين، وذلك من خلال منشور نشره على حسابه في موقع "فيس بوك". أثارت هذه الانتقادات جدلاً واسعاً حول أهمية تغيير العقليات والمنهجيات في التعامل مع التحديات التي تواجه الحكومة.

في منشوره، أشار سالم إلى أهمية تغيير العقلية التي تتمثل في الجمود والتمسك بالماضي بسبب عبارة "هكذا وجدنا آباءنا". وقد استخدم سالم أمثلة تاريخية وعلمية لتوضيح وجهات نظره، حيث أشار إلى أن نفس هذه العقلية كانت وراء معارضة فرعون لسيدنا موسى ورفض اليهود لسيدنا عيسى.

كما استعرض سالم في منشوره مشاكل عديدة تشهدها الوزارات والجهات الحكومية، مشيراً إلى أن الحلول المعتمدة حتى الآن لم تكن ناجحة بما يكفي. وأكد على أهمية اتخاذ أساليب ومنهجيات جديدة في معالجة تلك المشاكل بشكل فعال ومباشر، بدلاً من الاكتفاء بالتصريحات والإجراءات التقليدية.

وقد أوضح سالم أن عملية الإصلاح تحتاج إلى تغيير جذري في العقليات والمنهجيات، وأنه لا يمكن الوصول إلى نتائج إيجابية من خلال الاعتماد على الإعلام أو الندوات دون اتخاذ إجراءات عملية وفعالة. كما شدد على أهمية ترجمة رؤية القيادة إلى أفعال عملية تحقق التحول المطلوب دون الوقوع في مجرد الإشاعات والتصريحات غير الحقيقية.

واستعرض سالم تجربته خلال فترة توليه منصب وزير حماية المستهلك، حيث أشار إلى التحديات التي واجهها والتي تعلقت بتوفير المشتقات النفطية والسيطرة على الأسعار. وقد أظهرت تجربته كيف أن تغيير العقليات في الإدارة والتنظيم يمكن أن يكون له تأثير كبير على تحقيق النجاح في هذه القضايا.

في ختام منشوره، دعا سالم إلى التغيير الجذري في العقليات والمنهجيات، وأشار إلى أنه لا يمكن تحقيق التقدم دون المبادرة والعمل الجاد. وركز على أهمية ترك الخوف من اتخاذ القرارات وتنفيذها، مشيراً إلى أن القيادة الحقيقية تكون عندما يتمكن القادة من تحويل الرؤية إلى واقع فعلي من خلال الإجراءات والعمليات العملية.

في النهاية، تجلت رسالة سالم في أن التغيير الحقيقي يبدأ من العقليات ويتطلب التجاوز عن الجمود والتمسك بالمألوف. وقد دعا إلى تحقيق هذا التغيير من خلال العمل الفعلي والمبادرة، وذلك من أجل تحقيق تحول حقيقي نحو مستقبل أفضل.