في إطار التطورات الاقتصادية والمالية العالمية، أبدى ممثل البرازيل السابق في صندوق النقد الدولي، باولو نوجيرا باتيستا جونيور، تحفظاته حول النظام النقدي الدولي المعتمد على الدولار الأمريكي، معبرًا عن رؤيته لتحوله إلى حالة "مختلة" بشكل تدريجي. وجاءت تصريحاته خلال حديثه لشبكة "آر تي" الروسية، حيث أشار إلى تداعيات هذا التحول وتأثيره على الاقتصاد العالمي.
باتيستا أكد أن الدولار الأمريكي سيظل عملة عالمية هامة، ولكنه شدد على أنه لم يعد بإمكان الدول الاعتماد عليه بنفس القدر كما في السابق. أوضح أن هذا الاعتماد أصبح متقلبًا، وهو ما دفع بدول مجموعة "بريكس" إلى البحث عن سبل لتطوير وتحقيق استقلالية في النظام المالي الدولي.
في إطار هذا السياق، أكد باتيستا أن هناك تنامي استياء بين اقتصادات الأسواق الناشئة بسبب طريقة عمل المؤسسات المالية القائمة على الدولار، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وأشار إلى أن هذه المؤسسات لم تعد تلبي احتياجات الدول النامية بشكل كافي.
باتيستا أكد أن مجموعة "بريكس" قررت إنشاء بنك التنمية الجديد باعتباره خيارًا لتلبية احتياجات البلدان النامية وتطويرها، وذلك من دون تدخل خارجي. هذا البنك تم تأسيسه بمبادرة من دول "بريكس"، وهو يهدف إلى دعم مشاريع التنمية والبنية التحتية في الدول الأعضاء دون فرض شروط تدخلية، وبالتالي يشكل تحولًا في النهج الدولي تجاه التمويل والتنمية.
وعلى صعيد متصل، أشار باتيستا إلى أهمية العالم المتعدد الأقطاب وتصاعد دور الاقتصادات الناشئة في الساحة الدولية. وبناءً على هذا التطور، أكد على أن الأمور لم تعد تحتل مسارًا واحدًا تسيطر عليه مؤسسات مالية قائمة على الدولار. وفي هذا السياق، أوضح أهمية بنك التنمية الجديد الذي يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في الدول النامية وتقديم الدعم بطرق تتجاوب مع احتياجاتها الفعلية.
إن تصريحات باولو نوجيرا باتيستا جونيور تسلط الضوء على التحديات التي تواجه النظام النقدي الدولي القائم على الدولار، وتشير إلى أهمية تطوير أنماط جديدة من التعاون المالي الدولي تلبي تطلعات الدول المختلفة وتحقق التنمية المستدامة.