تحليل الخبير الذي توقع بدقة صعود أسعار الذهب يكشف عن هدف سعري جديد

تجربة المستثمرين مع أسعار الذهب في عام 2023 كانت رحلة متقلبة ومثيرة للإعجاب. بدأ العام بتقلبات كبيرة في الأسعار، حيث ارتفعت وانخفضت الأسعار بشكل متكرر خلال الأشهر التسعة الأولى. لكن في النهاية، شهد الذهب ارتفاعًا هائلًا، حيث قفزت الأسعار إلى مستويات لم يسبق لها مثيل.

هذا الارتفاع المفاجئ لأسعار الذهب في الخريف أثار دهشة الكثيرين من المستثمرين، حيث كانوا يخشون من تأثير ارتفاع قيمة الدولار على الطلب على المعدن الثمين بسبب استقرار معدلات التضخم. هذا القلق أدى في النهاية إلى تراجع حجم الاستثمارات في صندوق "SPDR Gold Shares" المتداول في البورصة، الذي يُعتبر أكبر صندوق استثمار متداول مدعوم بالذهب.

ومن بين القلة التي لم تفاجأ بهذا الارتفاع كان بروس كاميتش من "TheStreet Pro"، الذي توقع بدقة في أكتوبر أن "دورة الذهب التي استمرت لمدة 8 سنوات وصلت إلى القاع"، مما جعله يتوقع ارتفاع أسعار المعدن الأصفر.

وفي الوقت نفسه، يسعى الاحتياطي الفيدرالي إلى وضع سياسة نقدية تحافظ على معدلات التضخم والبطالة منخفضة. وبعد ارتفاع التضخم في عام 2022 بسبب السياسات المالية السلسة لتقليل البطالة خلال فترة الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19، اضطرت البنوك المركزية العالمية إلى اتخاذ إجراءات تشددية للتصدي للتضخم، مما أدى إلى رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية وخلق رياحًا معاكسة كبيرة لأسعار الذهب، الذي يتم تسعيره بالدولار.

تمكنت هذه الزيادة في معدلات الفائدة من كبح التضخم، مما دفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي من ذروته في يونيو 2022 إلى حوالي 3.2٪ في فبراير 2024. ونتيجة لذلك، لم يعد الاحتياطي الفيدرالي يتعرض لضغوط كبيرة لرفع أسعار الفائدة، مما أدى إلى تراجع الدولار الأمريكي وارتفاع أسعار الذهب.

وفي الوقت نفسه، فإن الاتجاه المستقبلي للتضخم غير واضح بالكامل، مما دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تغيير سياسته النقدية، وتقديم توقعات لخفض أسعار الفائدة بحلول نهاية عام 2024.

وباستناده إلى الرسوم البيانية والتحليل الفني، قام بروس كاميتش بتوقع أن الذهب سيصل إلى القاع في أكتوبر، ومن ثم ارتفاعه بشكل كبير إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. وباستناده إلى ذلك، يتوقع أن يصل سعر صندوق "SPDR Gold Shares ETF" إلى 271 دولارًا.

من المتوقع أيضًا أن يشهد الاقتصاد الأمريكي تباطؤًا في عام 2024، مما قد يجعل من الصعب التعامل مع الأوضاع الاقتصادية، خاصة في ظل الأجواء السياسية المشحونة نحو الانتخابات.