اتجهت مجموعة بريكس التي تضم الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، ومعهم دول أخرى مثل إيران والأرجنتين، إلى تسوية المزيد من معاملاتها التجارية بالعملات المحلية. ووضعوا خططاً تتراوح من استخدام العملات المحلية، وصولاً إلى العملة المستقرة المدعومة بالذهب، وانتهاءً بالعملة الاحتياطية الجديدة التي تناقشها مجموعة بريكس، وفقاً لما أوردة موقع بزنس إنسايدر الأمريكي.
تهديدات متزايدة
من العملات المحلية إلى العملة المدعومة بالذهب التي تنوي روسيا وإيران استخدامها في معاملاتهم التجارية البينية، ومن العملة المشتركة التي ستسير المعاملات بين البرازيل والأرجنتين إلى عملة بريكس الاحتياطية، يتعرض الدولار الأمريكي لتهديدات متزايدة من شأنها أن تزعزع هيمنته على التجارة العالمية. وفيما يلي أبرز 5 تهديدات:
1- عملة البرازيل والأرجنتين المشتركة
أعلنت البرازيل والأرجنتين مؤخراً أنهما تستعدان لإطلاق عملة مشتركة، تسمى "SUR" (جنوب)، والتي يمكن أن تصبح في نهاية المطاف مشروعاً شبيهاً باليورو تتبناه كل أمريكا الجنوبية، وفقاً لبزنس إنسايدر.
وقال زعماء الدولتين في بيان مشترك إن العملة الموحدة يمكن أن تساعد في تعزيز التجارة في أمريكا الجنوبية، لأنها تتجنب تكاليف التحويل وعدم اليقين بشأن سعر الصرف. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تآكل هيمنة الدولار في المنطقة، بالنظر إلى أن الدولار يمثل ما يصل إلى 96% من التجارة بين أمريكا الشمالية والجنوبية من عام 1999 إلى عام 2019، وفقاً لبيانات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
2- عملة روسيا وإيران المدعومة بالذهب
تعمل روسيا وإيران معاً على إنشاء عملة مشفرة مدعومة بالذهب - "عملة مستقرة" يمكن أن تحل محل الدولار في المدفوعات في التجارة الدولية. لكن لا يمكن للمشروع المضي قدماً إلا بعد أن يتم تنظيم سوق الأصول الرقمية في روسيا بالكامل، وفقاً لما نقله بزنس إنسايدر عن أحد المشرعين في موسكو.
ويريد البلدان، اللذان تضررا من العقوبات الغربية، إصدار "رمز المنطقة الفارسية الرقمي" (token of the Persian region) لاستخدامه في المعاملات عبر الحدود، مع خطة لإطلاقه في منطقة اقتصادية خاصة في أستراخان في جنوب روسيا، وهي المنطقة التي تتعامل فعلياً مع الشحنات الإيرانية.
وخلال الأشهر الأخيرة، صعدت روسيا وإيران من مساعيهم "لإزالة الدولرة"، وفقاً لمركز أبحاث "جيمستاون فاونديشن" الذي قال أن البلدان يهدفان إلى زيادة حجم تجارتهم إلى 10 مليارات دولار سنوياً من خلال خطوات مثل تطوير نظام مدفوعات دولي بديل لنظام SWIFT، الذي لا يستطيعون الولوج إليه بفعل الحظر الغربي.
3- الروبية في التجارة بين الهند والإمارات
وقعت الإمارات العربية المتحدة والهند اتفاقية تجارة حرة العام الماضي بهدف زيادة المعاملات غير النفطية إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2027. في غضون ذلك، طرحت الإمارات العربية المتحدة والهند فكرة إجراء تجارة غير نفطية بينية باستخدام الروبية.
كما وتفكر الصين في تسوية التجارة غير النفطية بالعملات المحلية التي تستثني الدولار، بحسب وزير الدولة للتجارة الخارجية الإماراتي ثاني بن أحمد الزيودي، وفقاً لما أورده موقع بزنس إنسايدر.
4- اليوان في تجارة النفط
من ناحية أخرى، تتطلع الصين إلى إضعاف الدولار عن طريق اليوان ليحل محل الدولار في صفقات النفط، وذلك في في ضوء زيادة تجارتها مع روسيا بعد غزوها أوكرانيا.
يبدو أن هذه الخطوة تقضي على نظام البترودولار المعمول به منذ السبعينيات، والذي يقتضي تسوية معاملات النفط العالمية بالدولار إلى حد كبير. وفي أواخر العام الماضي، بدأت بكين في شراء خام موسكو بخصومات كبيرة، واستكملت تلك المشتريات باليوان بدلاً من الدولار ، مما أدى إلى ظهور ما يسمى "بترويوان".
فمع ارتفاع الدولار، تصبح عقود النفط أكثر تكلفة لأن الصفقات مسعرة إلى حد كبير بالعملة الأمريكية، وهذا ما يفسر أيضاً تحول الصين بعيداً عن الدولار.
من جانبه، قال فيكتور كاتونا المحلل في "كبلر" إن روسيا تحولت إلى "بلدٍ آسيوي وأدخلت عملة اليوان في تجارة النفط واسعة النطاق من وجهة نظري".
5- عملة بريكس الاحتياطية
العام الماضي، بدأت روسيا والصين محادثات لتطوير عملة احتياطية جديدة مع دول البريكس الأخرى في تحد لهيمنة الدولار. وهي الخطوة التي تأتي ضمن جهود روسيا والصين لخلق توازن دولي في النظام الاقتصادي العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة بسياساتها المالية والنقدية.
ومن المتوقع أن تعتمد وحدة الاحتياطي الجديدة على سلة عملات من أعضاء المجموعة: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. ويخطط أن تقدم سلة العملات بديلاً عن صندوق النقد الدولي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة
وبحسب صندوق النقد الدولي، بدأ عهد الدولار بصفته المناقصة الرئيسية للاحتياطي يتضاءل بالفعل حيث يقوم محافظو البنوك المركزية بتنويع ممتلكاتهم إلى عملات مثل اليوان الصيني والكرونا السويدية والوون الكوري الجنوبي.
TRT عربي