بعدما غدت قصتها حديث مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام خلال الساعات الماضية، برّأت اللاجئة الأوكرانية صوفيا كركديم التي استقبلتها عائلة بريطانية في منزلها هرباً من جحيم الحرب في بلادها، فخطفت قلب الرجل وتسببت بانفصال الزوجين، نفسها مما حدث.
وأكدت أنها لم تفكر أبداً عندما حلّت ضيفة في منزل حارس الأمن توني غارنيت البالغ من العمر 29 عاما، وهو أب لطفلين، وزوجته لورنا (28 عاما)، بتخريب العلاقة بينهما.
الزوجة هي السبب
كما ألقت اللوم على الزوجة التي وصفتها بأنها "ذات وجهين" أي أنها تتصرف تصرّفات لها أكثر من معنى، وفق قولها، مدعية أيضاً أنها حاولت مراراً مساعدتها إلا أن شكوكها - أي الزوجة- دفعت اللاجئة ورب المنزل للتقارب أكثر.
وقالت إنها كانت تحترم لورنا لكنها كانت تدرك أن وجودها في المنزل يسبب التوتر والانزعاج.
ورغم أن اللاجئة صوفيا اعترفت بوجود خطأ ما في هذه العلاقة، فإنها اعتبرت أن حياة الزوجين أصلاً كانت تعاني مشاكل لا دخل لها بها.
أيضاً أضافت أنها حين قررت الرحيل، أصرّ الزوج على مرافقتها.
أبواها يخجلان من فعلتها وعائلتها تبرأت منها
الأهم من ذلك، كشفت اللاجئة أنها باتت اليوم متّهمة بتعقيد وضع اللاجئات الأوكرانيات في بريطانيا، فبعد الحادثة لم يعد أحد يرغب باستضافة اللاجئين، وفق ما أكدت لها عائلتها التي تبرأت منها.
ولفتت إلى أن والديها باتا يخجلان من فعلتها، مؤكدة أنهما لم يغادرا منزلهما بسبب ما حدث.
وتابعت: "يقولون إنه بسببي لن يستقبل أحد في المملكة المتحدة الأوكرانيين، وأن كل أسرة بريطانية ستفكر اليوم ألف مرة عند استقبال لاجئة لأنها حتماً ستأخذ الزوج من زوجته، وتتسبب بتفكك العائلة، الأمر أكثر من مجرد توني ولورنا".
كما كشفت أنها باتت تتعرض لمضايقات، ففي بلدها يعتبرها الجميع أخطأت بحق الأوكرانيين، وأنها شخص فظيع، وفي بريطانيا يفكرون كذلك لأنها أخذت رجلاً من عائلته، إلا أنها تعتبر كلامهم جميعاً "أكاذيب"، وفق ما أفادت به لصحيفة "الصن" البريطانية.
وأصرت صوفيا على عدم وجود أي علاقة بينها وبين الرجل إلى أن غادرا المنزل، مكذّبة كلام الزوجة عن محاولتها إغواءه بالعطور والزينة والثياب خصوصا عند عودته من عمله.
لغة خاصة ورياضة وعشاء
يشار إلى أن توني يتحدث اللغة السلوفاكية، بينما كانت الضيفة تتحدث الأوكرانية، ولأن اللغتين مفهومتان بشكل متبادل بينهما اقتربا من بعضهما أكثر، في حين كانت لورنا لا تفهم ما يتحدثان عنه.
وقال توني: "أصبحت لورنا غيورة جداً، وبدأت في التساؤل عن سبب ملاحقة صوفيا لي طوال الوقت".
كما أضاف "كان الوضع سيئا للغاية، وأخبرتني صوفيا أنه لا يمكنها الاستمرار في العيش معنا في ظل هذه الظروف".
وأوضح أب الطفلين، أن الأمور وصلت إلى ذروتها بعد شجار حاد بين زوجته وصوفيا، انتهى ببكاء الأخيرة، لتعلن رغبتها في الرحيل.
وتابع "أحسست بشيء ما بداخلي"، وقلت للورنا إذا كانت ستذهب سأذهب معها".
كما اعتبر أنه واللاجئة انجذبنا لبعضهما بعضا، إلا أننا كانا نعرف الحدود.
وأضاف أنه يعلم أن ما حدث غريباً، إلا أنه يراه أمراً صحيحاً.
لاجئة وافقت الزوجة على استقبالها فغدرت بها
يذكر أن صوفيا كانت هربت من الحرب في بلادها سيراً على الأقدام حتى الحدود البولندية، ومن هناك سافرت إلى كراكوف ثم إلى هامبورغ في ألمانيا قبل وصولها إلى برلين.
إلى أن قررت الانتقال بعد شهرين إلى المملكة المتحدة بعدما عرضت الحكومة على اللاجئين إقامة لمدة 6 أشهر مع أسر مضيفة.
ثم نشرت طلبها للحصول على راعٍ بريطاني على موقع Opora Homes لأوكرانيا في أبريل/نيسان، فقام توني بتسجيل الدخول إلى الموقع بعد أن وافق مع زوجته على مساعدتها.
وعقب 10 أيام من وصولها منزل العائلة حدث ما حدث.
ووصل ما يقرب من 54000 لاجئ من أوكرانيا إلى المملكة المتحدة بموجب مخططات الحكومة.