كشف مسؤول تركي عن الأسباب التي تجعل بلاده تبيع العقارات الى الأجانب وإلى الإماراتيين بشكل خاص.
وقال رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي نائل أولباك إن بيع العقارات للأجانب هو نوع من الصادرات يوفر عملة صعبة للبلاد.
واضاف أن بيع العقارات للأجانب هو أن السلعة التي نبيعها (العقار) تظل داخل البلاد. كما أن الشخص الذي يشتري العقار هو من يأتي بنفسه لبلادنا”.
وتوقع أولباك زيادة الاستثمارات الإماراتية في قطاع العقارات ببلاده، اعتبارا من شهري أيار/ مايو وحزيران/ يونيو المقبلين.
وأوضح أنهم جمعوا العديد من الأسماء الهامة في مجال التطوير العقاري، والعديد من الشركات الراغبة في الاستثمار في قطاع العقارات بتركيا في اجتماع الطاولة المستديرة.
ولفت إلى أن الاستثمارات الخليجية ستزداد في قطاع العقارات في تركيا في الفترة القادمة مع ازدياد نشاط حركة السياحة، مشيرا إلى أنهم يجرون مباحثات مع عدة شركات من دبي وأبو ظبي ترغب في الاستثمار في قطاع العقارات بتركيا.
ويأمل أولباك أن تعود العلاقات التجارية بين البلدين إلى سابق عهدها، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في السابق حوالي 15 مليار دولار ثم تراجع مع الوقت إلى 3 مليارات دولار، بحسب تصريحه.
يأتي ذلك بعد قرابة شهر على زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات التي أعلنت انتهاء الفترة المتجمدة في العلاقات بين البلدين، بدأت تظهر نتائج هذا التقارب.
ووفق مصادر إعلامية فقد أظهرت بيانات مجلس المصدرين الأتراك أن الصادرات التركية إلى الإمارات العربية المتحدة حققت نمواً بنسبة 52.4 بالمئة خلال فبراير/ شباط الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام الفائت.
وارتفعت قيمة الصادرات التركية إلى الإمارات لـ 303 ملايين و242 ألف خلال فبراير الماضي، لتحل في المركز الـ 17 ضمن قائمة البلدان الأكثر استيراداً من تركيا.
تأتي هذه الأرقام المميزة بين البلدين كنتاج طبيعي للزيارات المتبادلة التي قام بها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، إلى أنقرة وزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أبو ظبي.
وقبل أيام حل وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو ضيفا على نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، في أبو ظبي.
وجاء اللقاء على هامش زيارة الوزير التركي إلى أبو ظبي، للمشاركة كضيف شرف في الدورة الـ16 لملتقى السفراء وممثلي البعثات التمثيلية لدولة الإمارات
وبحث تشاووش أوغلو مع نظيره الإماراتي، العلاقات الثنائية، والتطورات الإقليمية، وفي مقدمتها أزمة أوكرانيا.
ووفق مراقبين فإن هذه الزيارة تأتي تلبية لدعوة وزير الخارجية الإماراتي وذلك في إطار تحسين العلاقات.
وحظيت زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الإمارات احتفاءً إعلاميا واسعًا، خاصة أنها جاءت بعد أكثر من أعوام من القطيعة بين البلدين.
وجاءت هذه الزيارة بعد خطوة مماثلة من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى أنقرة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أبرم خلالها عشر اتفاقيات، وكانت الخطوة الأولى نحو استثمار 10 مليارات دولار في تركيا بمختلف القطاعات.
وخلال زيارة أردوغان للإمارات تم توقيع 13 اتفاقية في مجالات مثل الاقتصاد والاستثمار والصحة والنقل والدفاع والزراعة.
وفي هذا السياق يقول الكاتب التركي حسن بصري يالتشين إن زيارة أردوغان سينتج عنها أمران مهمان، الأول أنها بداية ستشكل النشاط الإقليمي بأكمله لتركيا، والثاني وهو الأساس الملموس لهذه البداية وهي العلاقات الاقتصادية.
وأوضح بصر ي في تقرير نشره الإعلام التركي أن الاستثمارات الموعودة جراء الاتفاقيات ستتحقق مع زيارات المستثمرين والمسؤولين الإماراتيين إلى تركيا خلال فترة قصيرة.
واشار إلى أن البلدين يجريان مفاوضات بشأن اتفاقية تجارة حرة وتعاون اقتصادي شامل، بهدف زيادة حجم التبادل التجاري، وتريد الإمارات إنجاز هذه الخطوة بسرعة، لافتا إلى أن مجلس التعاون الخليجي من المعلوم أنه لديه قواعد خاصة بالتجارة الحرة، وتسعى الإمارات أن تكون رائدة في هذا المجال عبر تركيا.
وأضاف: “إذا دخلت اتفاقية التجارة الحرة مع دولة الإمارات حيز التنفيذ، فقد تبرز استثمارات وعلاقات تجارية مماثلة، وسيكون لذلك انعكاس بشأن العلاقات الاقتصادية مع منطقة الخليج أولا، يليها تأثير بشأن العلاقات السياسية”.
يعتبر القطاع السياحي في تركيا والإمارات، من أبرز المستفيدين من التعاون والعلاقات بين البلدين، في ظل توقعات بتأثرها إيجابا خلال الفترة المقبلة.
ومن المقرر أن تزيد الشراكات والاستثمارات في القطاع السياحي بين تركيا والإمارات، وزيادة أعداد السياح وحركة الطيران بين البلدين.
ويرى خبراء وعاملون في القطاع السياحي أن تركيا والإمارات تعدان وجهتين سياحيتين متميزتين سواء لاستقطاب السياح أو للتوسع استثماريا بالقطاع؛ لما يتمتع به البلدان من بنية تحتية قوية ومرافق ومعالم سياحية وثقافية وتاريخية متنوعة وجاذبة.
بدوره، قال صلاح الكعبي المدير التنفيذي لـ “بافاريا للعطلات”: “تركيا تعد وجهة رئيسية للسياحة، فهي تعد من أكبر الدول عالمياً على الخريطة السياحية، ولديها بنية تحتية قوية وفي نفس الوقت تعد الإمارات وجهة سياحية متميزة ومهمة تتميز أيضاً بالبنية التحتية القوية، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يعزز ذلك من حركة السياح من الجانبين».
وأشار الكعبي إلى أنه من الفوائد السياحية أيضاً تعزيز رحلات الربط والطيران بين الجانبين، من خلال الوجهات التي تسير إليها الخطوط التركية والناقلات الوطنية.
وبيّن أن تركيا تتميز بالسياحة العلاجية وسياحة المعارض، حيث يتم تنظيم فيها المعارض الطبية والسياحية والتجارية والصناعية والثقافية، فهذا التعاون سيعزز من سياحة الأعمال والمعارض أيضا.
ووفق الكعبي، من المتوقع أن تتوسع خطوط الطيران وعدد الوجهات بين البلدين، حيث من المتوقع أن تفتتح الناقلات الوطنية وجهات أكثر في تركيا إلى جانب اسطنبول مثل أنقرة وإزمير وعدد من المدن السياحية المهمة في تركيا.
المصدر: تركيا الان