إلى الشرق من “دير الزور” بنحو 20 كيلو متراً تستقبل مدينة “المو حسن” زوارها بقوس عند مدخلها يرحّب بالداخلين إليها، وهي التي لقبت بـ “موسكو الصغرى” نظراً لنزوع أهلها نحو الأفكار الاشتراكية وانتماء كثيرين منهم إلى الحزب الشيوعي، إضافة إلى الحديث عن ميول أهالي “المو حسن” القديمة للثورة على الإقطاع منذ أواخر الأربعينيات.
ويذكر الدكتور “ممتاز الشيخ” في مقاله عن “المو حسن” أن سكانها الذين أقبلوا بشكل واسع على التعلّم والانخراط في الدراسة تأثروا منذ العام 1952 بالأفكار الاشتراكية بمساعدة من المدرّس الشيوعي “ممدوح عباس” وأطلقوا ثورة فلاحية ضد العوائل الإقطاعية مقاومين المسؤولين الحكوميين الذين ساندوا الإقطاع حينها، وكانت مدينتهم منطلقاً لتطبيق قانون الإصلاح الزراعي لدى صدوره عام 1959.
وعن المدينة وتاريخها يقول “حنا بطاطو” في كتابه “فلاحو سوريا” «هنا قاوم فلاحون ينتمون لعشيرة البوخابور، وهي فرع من قبيلة العقيدات، بقيادة معلمين شيوعيين من دير الزور وأعضاء الخلايا الشيوعية في المدرسة الابتدائية المحلية في صيف عام 1953م، الاعتداءات على أرض القرية المشاع من إحدى أقوى عائلات المنطقة التي كانت تتألف من تجار حبوب أغنياء ومرابين وأصحاب مضخات مياه، وتربطها علاقة قربى بوزير الزراعة في ذلك الحين. ولتحرير الفلاحين من الاعتماد على هذه العائلة، أقنعهم الشيوعيون بتنظيم أنفسهم في شركة عامة وشراء مضختين وجرارين من المال الذي قاموا بجمعه عبر الاكتتاب بأسهم من رأسمالها» لتضرب المدينة مثالاً في التعاون الأهلي بمواجهة الظلم.
تسمية “المو حسن” بحسب بعض الروايات تعود إلى كلمتين هما “موح” و “حسن” على أن الموح هي الأرض التي تنسحب منها المياه الفائضة عن النهر، وأن “حسن” اسم أحد الملّاك الذي امتلك أرض المدينة قديماً.
خلال الحرب السورية وقعت المدينة ذات الميول الحمراء تحت سيطرة “داعش” لكن الجيش السوري تمكّن عام 2017 من استعادتها، ليأذن بعودة الأهالي إلى منازلهم مستعيدين الحق في مدينتهم الشهيرة بتاريخها النضالي والتي استحقت لأجله لقب “موسكو الصغرى”.
متابعات