منوعات

والد الفتيات محتار بين شراء كيس الفوط أو كيس الرز بسوريا

والد الفتيات محتار بين شراء كيس الفوط أو كيس الرز بسوريا

تطلب السيدة “أم ماهر” من البيوت التي تعمل بها مناشف قطنية قديمة، أو ألبسة قطنية عالية الامتصاص، لتقوم بقصها بالبيت وتحويلها لفوط صحية لحفيداتها الخمس، كما تقول وتضيف في حديثها مع سناك سوري: «راتب ابني بأكمله لن يكفي حاجة زوجته وبناته شهرياً من الفوط، أقوم بغلسها ونقعها، ثم أقوم بغليها على الحطب وتنشيفها لاستخدامها في مرات قادمة».

لم يعد حديث الفتيات همساً يصحبه ضحكات على رفض إخوتهن الذكور شراء الفوط لأمهاتهن أو أخواتهن البنات خجلاً من الصيدلاني أو الصيدلانية، أو صاحب الدكان القريب من البيت، أو نقل تحرش البائع في دكان القرية بالفتاة يوم كانت تطلب نوعاً تستخدمه من المحارم النسائية فيقول لها نصيحة خدي من النوع الثاني يمتص أكتر، أو تلميح على إحدى البائعات التي تضع دائماً علبة المحارم بكيس أسود فقط وتلفه وتضعه داخل كيس آخر وتمد يدها بشكل مخفي وتعطيه للفتيات أو الأمهات وكأنه عيب أو شرائها فعل فاحش، الغلاء اليوم جعل الفوط عبئاً جديداً على مصروف الأسرة إذا كانت تضم عدة فتيات.

تقول سيدة تعمل في الصحة المدرسية في إحدى مدارس مدينة “مصياف”، إن الغلاء أصاب كل شيء والتفاوت الطبقي والتنمر يسود المدرسة، الطالبات اللواتي يستخدمن قطع القماش بدل الفوط يخجلن إن كشف أمرهن لأنهن قد يقعن ضحية تعليقات زميلاتهن.

وتضيف: «اشتكت احدى الأمهات المعلمات في المدرسة أن نصف راتبها يذهب ثمناً للفوط النسائية لها ولبناتها الثلاثة، حيث يبلغ سعر العلبة الواحدة وتضم تسع قطع فقط 2800 ليرة، والعلبة الواحدة لا تكفي فتضطر لشراء أكثر من علبة لكل فتاة، عدا عن احتياجات النظافة الشخصية الأخرى من معجون أسنان ومزيل لرائحة التعرق».

تعمد “رانيا” الطالبة الجامعية في سنتها الثانية على ادخار مصروفها القليل أساساً لشراء حاجتها الشهرية من الفوط النسائية التي تصل إلى عشرة آلاف ليرة، يتقاسم والدها الذي يعمل بعد وظيفته الحكومية عملاً إضافياً في حمل البضائع في إحدى شركات الشحن، مع والدتها الموظفة الحكومية إعطائها تكاليف دراستها، من مواصلات ومحاضرات.

يقول السيد “أبو باسل” صاحب محل لبيع المحارم والمنظفات في ضاحية “حرستا” بريف دمشق: «النوع الأكثر استخداماً من الفوط النسائية يصل سعر الكيس إلى 2800 ليرة، ويوجد نوع آخر أقل جودة العلبة تضم 22 قطعة بـ4000 ليرة، ولا نستطيع أن نقلل هامش الربح لأن البيع قليل، مؤكداً أن العبء الأكبر مع فوط الأطفال.

لم يعد واقعياً أن نقول تراجع القدرة الشرائية والأصح قول انهيار القدرة الشرائية، مع موجة الغلاء الجديدة بعد رفع الدعم عن شريحة من التجار، لقد استنفذ الناس كل طرق التحايل على ترتيب الأولويات والاحتياجات، بقول السيد “ماهر” وهو أب لست فتيات: «وقفت في محل الجملة في حيرة من أمري هل أشتري كيس الفوط أم كيس الرز؟».


المصدر: سناك سوري

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة