شغلت قضية خطف الطفل فواز قطيفان ذي الربيع الثامن من عمره الرأي العام في سورية وخصوصاً بعدما انتشر مقطع فيديو فيه ما فيه من مشاهد مؤلمة يندى لها جبين الإنسانية من مشاهد تعذيب يتعرض لها الطفل على يد خاطفيه وإن دلت على شيء فإنها تدل على الحقد واللؤم والوحشية التي يحملها أولئك الخاطفون في قلوبهم.
عم الطفل مصعب قطيفان الذي لم يتمالك مشاعره طوال حديثه عن الحادثة في ظل الصدمة التي تعيشها العائلة وخصوصاً والدا الطفل المخطوف حتى أن الوالد لم يستطع الحديث لأنه حتى الآن لم يستفق من الصدمة الكبيرة التي أصابته عندما سمع بخبر اختطاف ابنه الوحيد كما أن جدته أم والده تعرضت لشبه جلطة حسب رواية عم الطفل فواز.
وبين عم الطفل فواز أن ابن أخيه تعرض للخطف نحو الساعة السابعة والنصف صباحاً وهو في طريقه إلى المدرسة على يد ثلاثة رجال ملثمين وامرأة ترتدي خماراً يركبون درجات نارية وأن عملية الخطف تمت في مكان مزدحم، مشيراً إلى أن مهمة المرأة هي أن تدل الخاطفين على الطفل فواز.
وبين أن الخاطفين تواصلوا معه على «الواتس آب» أولاً ومن ثم على التلغرام برقم مخفي، مضيفاً: في اليوم الخامس من تاريخ اختطافه أرسلوا له صورة للطفل فواز حتى يثبتوا أن الطفل موجود لديهم.
وأشار مصعب إلى أن الخاطفين في البداية طلبوا مبالغ كبيرة نحو 200 ألف دولار وأنهم أصروا على أن المبلغ يجب أن يكون بالدولار، لافتاً إلى أنه أصبح يتفاوض معهم مناشداً إياهم أن يعيدوا الطفل، حتى أنه أرسل إليهم مناشدات أمه المريضة وجدته التي أصابتها ما يشبه الجلطة، مضيفاً: لم نعتقد أن يطلبوا مبلغاً كهذا لأنه فلكي وكبير.
وأكد أنه بعد مفاوضات طويلة مع الخاطفين تم تنزيل المبلغ إلى 500 مليون ليرة، معتبراً أن طلب مبلغ كهذا يدل على أن الخاطفين يقصدون من ذلك تجويع قلوب العائلة والتأثير على حياتنا على حد تعبيره.
وأكد عم الطفل فواز أنه تم تأمين 250 مليون ليرة بعدما تم بيع أرض تعتبر إرثاً للعائلة وبعد التواصل مع الخاطفين وإخبارهم أنه تم تأمين هذا المبلغ مع إمكانية استقراض 50 مليون ليرة أخرى ليصل المبلغ إلى 300 مليون مقابل إرجاع الطفل فواز لأمه وجدته وأخواته البنات ولأقربائه وإلى سورية إلا أنهم رفضوا ذلك.
وأضاف: ثم أرسلوا مقطع الفيديو الذي ظهر فيه الطفل فواز وهو يعذب على أيدي خاطفيه بصورة تدمي القلب، مهددين أنه بعد انتهاء المهلة المحددة يوم الأربعاء القادم فإنهم سيعمدون إلى تعذيب فواز بقطع أصابعه «كل يوم أصبع».
وتابع قائلاً: «كانت صدمتنا عارمة لدرجة شعرت أنني بين الأرض والسماء، وشاهد والده الفيديو وبدأنا بمواساته وسعينا كي لا تشاهده والدته فكنا صابرين ونحن مؤمنين برب العالمين وقدره ولن يصيب الطفل إلا ما كتبه اللـه له»، معرباً عن تساؤله ما هي الأسباب وراء تعذيب طفل عمره ثماني سنوات ووحيد لوالديه، مؤكداً أن العائلة ترفض قيام أي شخص ليس له علاقة ويستغل قضية الطفل فواز لجمع تبرعات لا تصل إلى مكانها الصحيح.
وتساءل: لماذا لا نتقدم بشكوى ولماذا الناس لا تتقدم بالشكوى في حالات مماثلة، حتى يخطف طفل ثان، لماذا لا نقبض على هذه العصابة؟
ولفت إلى أن هناك جهات إعلامية خارجية تواصلت معه إلا أنه رفض التواصل معها لأنه شعر أن هذه الوسائل تعمل على تسييس الموضوع وأنه يجب عليها عدم التدخل في قضايانا الداخلية.
وبين أن والد الطفل فواز مغترب في الكويت وهو عامل عادي ليس لديه أموال وأن ما يجنيه من عمله لا يكفي إلا لتأمين قوت عائلته.
من جهته أكد قائد شرطة درعا العميد ضرار الدندل أنه تمت متابعة القضية منذ اللحظات الأولى من تاريخ تبليغ ذوي المخطوف بحادثة الخطف وتم اتخاذ الإجراءات القانونية والتقنية اللازمة، مشيراً إلى أن جرائم الخطف دقيقة وحساسة وأي خطأ بسيط فيها من الممكن أن يؤدي إلى كوارث، لكن بعد انتشار فيديو التعذيب ظهر الموضوع إلى العلن.
و أضاف: جرت العادة في جرائم الخطف في أي مجتمع أن يضع الخاطفون شروط أساسية على أهل المخطوف وهي عدم إعلام أي جهة أو سلطة وإلا سيتم إيذاء المخطوف، مؤكداً إلا أنه من اللحظات الأولى باشرنا بالتحقيقات ودارت الشبهات باتجاه أحد الأقارب الذي تم التحقيق معه والسير في كل الإجراءات ولكن بكل سرية حفاظاً على سلامة المخطوف وسلامة التحقيق.
وبين أنه يومياً كان على تواصل مع عم الطفل وتم حصر الموضوع به حتى لا يكون هناك تشعبات أخرى، مشيراً إلى أن هناك متابعة حثيثة من وزير الداخلية.
وأعرب الدندل عن تفاؤله بأن يتم الوصول إلى نتائج إيجابية في القريب العاجل بخصوص قضية الطفل فواز، مشيراً إلى أنه بعد عشر سنوات من الحرب على سورية بكل تأكيد سيكون هناك مخلفات لها عند بعض ضعاف النفوس الذين استخدموا من أعداء هذا البلد فعملوا ما عملوا فيه.
الوطن