هزت قضية اختطاف الطفل فواز قطيفان ابن قرية ابطع بريف درعا، الرأي العام السوري حيث طالب ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الجهات المعنية بالتحرك فوراً لإنقاذه.
وناشد مصعب قطيفان، وهو عم الطفل، السوريين والجهات المعنية بمساعدة ذوي الطفل للوصول إليه وتحريره.
زقال “مصعب” حول آخر مستجدات القضية “إن آخر تواصل مع الجهة الخاطفة كان قبل حوالي ثلاثة أيام حيث أرسلت مقطع فيديو يظهر تعذيب الطفل بطريقة وحشية”.
وأضاف: “المهلة الأخيرة بحسب الجهة الخاطفة هي يوم الأربعاء القادم، ويتوجب علينا دفع المبلغ الكامل الذي يبلغ 400 مليون ليرة سورية، جمعنا منها 250 مليون حتى الآن”.
وحصل تلفزيون الخبر على لقطة شاشة تظهر الحساب الذي يتواصل مع الأهل عبر تطبيق “تيلغرام”، يحمل اسم مستخدم بعنوان “50”، ورقم الجوال “غير معروف.
وبيّن “مصعب” أن “هذا الحساب تتم عبره كل المراسلات منذ اختفاء الطفل بتاريخ الثاني من تشرين الثاني الفائت”، موضحاً أن “شقيقة الطفل كانت معه يوم الحادثة التي وقعت أثناء توجههما إلى المدرسة صباحاً”.
وقالت الطفلة: “إن دراجتين ناريتين تستقل امرأة منقبة إحداهما رفقة رجل ملثم، في حين يستقل رجلان ملثمان الأخرى توقفتا بجانب المدرسة، وقامت المرأة المنقبة بالإشارة للطفل فواز ونادته باسمه ليقوم الملثمون بخطفه”.
من جانبه، بيّن قائد شرطة محافظة درعة العميد ضرار الدندل، في حديث خاص لتلفزيون الخبر أن كل الدلائل حتى الآن تشير إلى أن الجهة الخاطفة من الدائرة المقربة من ذوي الطفل.
وتابع قائد الشرطة “بتاريخ 2 تشرين الثاني الفائت، ادعى عم الطفل المخطوف فواز قطيفان، لناحية داعل التي تتبع لها بلدة ابطع، بفقدان الاتصال مع ابن أخيه أثناء توجهه إلى المدرسة”.
وتابع “الدندل” : “حصر عم الطفل الشبهات بسيدة من أقربائه، بسبب خلاف عائلي قديم، حيث قامت قيادة الشرطة بإحضار المذكورة والتحقيق معها”، وتبين بحسب قائد الشرطة أن “لا دلائل تدينها وبالتالي تم إطلاق سراحها”.
وأضاف “الدندل” أن “والد الطفل المقيم بالكويت، عاد إلى البلاد وأسقط الادعاء على السيدة المذكورة وشقيقها بعد أن قام عم الطفل بالادعاء عليهما”.
وأشار “الدندل” إلى أنه “خلال تلك الفترة وصل اتصال عبر تطبيق تيلغرام لذوي الطفل يبلغهم بوجود ابنهم لديهم، وطلبت الجهة الخاطفة مبلغ 200 ألف دولار أميركي مقابل إطلاق سراحه”.
وأكد قائد الشرطة أن “الأمن الجنائي وفرع الجريمة الإلكترونية حاول الوصول إلى رقم أو أي معلومات تخص الخاطفين، إلا أن المحاولات باءت بالفشل”.
وأوضح العميد “الدندل” أن “الأهل تلقوا مقطعي فيديو لطفلهم، الأول في شهر تشرين الثاني من العام الفائت والآخر في كانون الثاني من العتم الحالي، وظهر الطفل في كليهما ليقول بأنه بحالة صحية جيدة، ولم تظهر عليه أي آثار تعذيب”.
ونوّه إلى أن “فيديو التعذيب الذي ظهر الخميس الماضي، لوحظ فيه التعذيب عبر قطعة قماشية وليس حزام أو كابل كهربائي”، ورجح أن يكون الخاطفون قد طلبوا من الطفل المبالغة بالصراخ والتألم.
وخلُص “الدندل” إلى القول إن “عدم قيام الخاطفين بتجويع وتعذيب الطفل خلال الأشهر الثلاثة، يشير إلى أنهم من الدائرة المقربة من ذوي الطفل ولا يرغبون بإيذائه”.
وأضاف: “ما يؤكد قرب الخاطفين من الأهل ومعرفتهم بتحركاتهم أنه وبعد توجه الأهل إلى فرع الجريمة الإلكترونية، تلقوا في اليوم التالي رسالة تقول “ما تفيدكم هي المحاولات”.
وقال العميد “الدندل” إن “قيادة الشرطة والجهات الأمنية مهتمة للغاية بالقضية وستظهر نتائج جيدة خلال الأيام القادمة”، موضحاً أن الجهة الخاطفة طلبت تحويل المبلغ المالي المطلوب كفدية إلى منطقة سرمدة بريف إدلب.
وختم قائد الشرطة حديثه بالإشارة إلى أن “اهتمام الرأي العام بالقضية أمر جيد، وما يؤكد ذلك وصول رسائل من مختلف شرائح المجتمع المحلي في درعا، تعرض فيها المساعدة بأي طريقة ممكنة”.
يذكر أن مبادرات عديدة ظهرت خلال اليومين الماضيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض فيها تقديم مبالغ مادية لمن يعطي معلومات تساعد بالوصول للجهة الخاطفة.
وحول ذلك قال عم الطفل أثناء حديثه لتلفزيون الخبر إن “اتصالات عديدة وردته من أشخاص يعرضون المساعدة، إلا أنه لم تظهر حتى الآن آثارها على أرض الواقع”.
بدوره، رأى الخبير التقني طارق العبدالله لتلفزيون الخبر أنه “من غير الممكن الوصول لرقم هاتف أي حساب طالما هو ليس موجود بقائمة الأسماء في الهاتف المحمول، حيث يقوم بعض الأشخاص بإخفاء رقم الهاتف المربوط بالتيلغرام لمنع الوصول لأرقامهم”.
وأشار “العبدالله” إلى أنه “هناك مواقع تدّعي أنها قادرة على إعطاء الرقم من خلال اسم المستخدم، غير أن ذلك غير ممكن طالما الخصوصية تمنع المواقع من الحصول على رقم هاتف صاحب الحساب”.
وأضاف “العبدالله”: “يجب التواصل مع فريق الدعم لشركة تيلغرام للمساعدة بالحصول على معلومات أدق عن هوية هذا الحساب وتحديد موقعه، حيث أن تيلغرام تتوفر فيه ميزة تحديد موقع صاحب الحساب أو أي حساب ضمن البقعة الجغرافية المحيطة”.
تجدر الإشارة إلى أن تلفزيون الخبر بادر بمخاطبة موقع “تيلغرام” عبر الوسائل المتاحة إلا أنه لم يردنا حتى الآن سوى رد آلي يفيد بتحويل الطلب إلى الفريق المختص للإجابة “بأسرع وقت ممكن”.
المصدر تلفزيون الخبر