لجأ العديد من سكان دمشق إلى استخدام وسائل بدائية وخطيرة لمواجهة برد الشتاء منها "موقد الكحول"، خصوصاً في ظل الغلاء الفاحش في أسعار المحروقات.
يقول مازن (45 عاماً) وهو أب لخمسة أطفال: "عبأنا 50 ليتراً من المازوت عبر البطاقة الذكية لكنها لم تدم لأكثر من عشرين يوماً رغم التقنين الجائر بها، ولا أستطيع شراء مازوت بالسعر الحر، إذ يباع الليتر بــ 3500 ليرة".
وأضاف: "سمعت من أحد جيراني بأنه يستخدم الكحول في التدفئة، وذلك عبر وضعه مع القطن في وعاء نحاسي ومن ثم إشعال القطن لتستمر عملية الاحتراق لما يقارب الساعتين تقريباً". وهو ما قام به مازن لتدفئة صالون منزله، إذ تجتمع العائلة مساءً للتدفئة حول ما بات يسمى "موقد الكحول".
ورفعت وزارة التجارة الداخلية سعر ليتر المازوت "الديزل" المدعوم من خلال البطاقة الذكية إلى 500 ليرة في تموز من العام الفائت بنسبة تتجاوز الـ 170% لليتر الواحد. وتقتصر مخصصات العائلة الواحدة على 50 ليتراً بعد أن كانت 200 ليتر في الأعوام السابقة.
مازن وعائلته ليسوا حالة فريدة، هذا حال معظم الأسر السورية اليوم، إذ تنتشر التدفئة على "موقد الكحول" في ريف دمشق أيضاً، وتقول عبير (33 عاماً) وهي من سكان قدسيا إنها لجأت إلى استخدام موقد الكحول لتدفئة غرفة الجلوس في منزلها.
وأوضحت في حديثها لموقع تلفزيون سوريا أن التدفئة عبر موقد الكحول جيدة نسبياً ورخيصة مقارنة بغيرها من الوسائل الأخرى التي افتقدها السوريون منذ نحو عشر سنوات. فعملية الاحتراق تكون كاملة وبدون رائحة، لكنها بالمقابل خطيرة وتحتاج للحذر الشديد.
واستبدل السوريون بوسائل التدفئة التي اعتادوها سابقاً كـ (الكهرباء، الغاز، المازوت) وسائل أخرى مستحدثة أقل كلفة لكنها أكثر ضرراً ومنها المواد البلاستيكية، صناديق الفلين، المازوت غير مكرر، الكاز، الحطب.
وتتسبب هذه الوسائل بأزمات صحية خاصة لدى الأطفال، الذين تمتلئ صدورهم بالدخان الأسود الناجم عن حرق البلاستيك أو الفيول.
متابعات