كشف مصدر في مكتب دفن الموتى التابع لمحافظة دمشق، أن مقابر دمشق وصلت إلى حد الاختناق، ما يسبب تأخراً في الحصول على قبر لمحتاجيه الفوريين.
ونقل موقع "هاشتاغ سوريا" عن المصدر، أن معظم أهالي دمشق يحاولون حجز قبور لهم قبل حدوث الوفاة وهو أمر غير عادل، مشيراً إلى أن معظم القبور أصبحت عبارة عن طابقين أو أكثر بسبب عدم توفر مساحات فارغة في مقابر دمشق المعروفة.
وبيّن أنه لا يوجد إمكانية لدخول القطاع الخاص في حل هذه المشكلة، وأن الحل الوحيد يكمن في بناء مقابر جديدة خارج مركز المدينة.
و بحسب أرقام محافظة دمشق، يبلغ عدد القبور الموجودة ضمن مدينة دمشق 130 ألف قبر، ولم تعد المساحة الحالية تتسع للمزيد، مما يضطر القائمين عليها إلى إزاحة القبور الطابقية عن بعضها البعض بمقدار 50 سنتيمترا كي تتسع للمزيد.
ونفى المصدر أية إمكانية لدخول القطاع الخاص على خط استثمار مدافن جديدة بمواصفات جيدة، معتبراً أن هذا الأمر من مسؤولية الحكومة، ولا يمكن للقطاع الخاص الدخول فيه حتى مع هذا الشح في عدد المقابر والقبور،
و كان مدير مكتب دفن الموتى قد صرح في وقت سابق للموقع بأن ارتفاع أسعار القبور سببه أن الجميع يرغب في دفن موتاه ضمن مقابر دمشق، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون جميع المقابر خارج حدود المدينة.
و أنشأت محافظة دمشق مقبرة في بلدة نجها بريف دمشق، لكن أهالي دمشق يرفضون دفن موتاهم فيها، بحجة أنها بعيدة، علماً أن أسعار الدفن فيها رمزية قياساً بمثيلتها في دمشق.
كما لفت إلى أنه حاليا يتم دفن الموتى فوق القبور التي مضى 5 سنوات على ردمها بشريطة أن يكون الشخص المدفون من نفس عائلة الموتى السابقين، مشيرا إلى أنه وفي السابق قبل حالة الاكتظاظ الحالية كان يتم الدفن فوق القبر الموجود بعد 10 سنوات، لافتا إلى أنه يكفي مضي عامين على الدفن كي تكون الجثة قد تحللت.
وأصبحت عائلات الشخص المتوفي تواجه صعوبة كبيرة للحصول على قبر داخل مقابر دمشق البالغ عددها 33، ويعود ذلك إلى الأسعار الخيالية التي يتوجب على العائلات دفعها مقابل الحصول على قبر.
ويشتكي مواطنون، من ارتفاع كبير ومفاجئ في الأجور التي يتقاضاها مكتب دفن الموتى، والتي بات الحد الأدنى لها نحو 35 ألف ليرة.
وتعادل كلفة دفن الموتى في دمشق راتب الموظف لشهرين (راتب الموظف بالحد الأعلى 30 ألف)، إذا يبلغ الكلفة ما بين 30 و50 ألف ليرة، وبعض القبور تصل تكلفتها إلى 75 ألف ليرة.