أثار وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، “عمرو سالم”، جدلاً جديداً بعد نشره صورة لأحد موظفات الوزارة في “حلب”، وهي تعمل بينما يظهر خلفها طفلاها، النائمان في ظروف غير ملائمة على الإطلاق، ما اعتبره متابعون انتهاكا لحقوق المرأة بعرض صورتها بتلك الطريقة، كذلك انتهاكا لحقوق الأطفال، فكيف تسمح جهة عامة بمثل هذا التجاوز، في الوقت الذي ينبغي على الطفلين، أن يناما في ظروف صحية دافئة.
الوزير “سالم”، قال إن «هذه السيدة البطلة الشريفة التي تشرفت بمقابلتها صدفةُ خلال زبارةٍ مفاجئة لأحد أفراننا العامة في حلب منتصف هذا الليل، هذه الأم العظيمة الشريفة هي إحدى عمال وزارة التجارة الداخليّة وحماية المستهلك الأبطال، طفليها نائمان خلفها في فرنٍ من أفراننا لتجمع الخبز المدعوم، هذه السيّدة المحترمة وأمثالها الكثر هي من تستحقّ الدّعم وزيادته وهي التي تعمل الدّولة لأجلهم وتخفّض نسبة الخسارة في البنزين لتستطيع تحسين دخلها».
وأضاف أن «هذه السيّدة الفاضلة تستحقّ الدعم أكثر أم من لديه سيّارةٍ مهما كان نوعها ومهما كان دخله، لم اقرأ من جميع المحلّلين والخبراء الذين نسوا أو تناسوا ما فعل الإجرام والاحتلال ببلدهم، فلم يصبّوا غضبهم عليه. بل صبّوا جام غضبهم على الدّولة لأنّها رفعت سعر البنزين المدعوم وأبقته مدعوماُ بنسبةٍ تفوق الخمسين في المئة».
وأكد أن الدولة لا تقوم برفع الدعم ولن تتخلى عنه، «بل تقوم بإدارة كلّ قرشٍ من مواردها لكي تستمرّ بدعم دخل من دخله قليل أو محدود، ونحقّق العدالة الاجتماعيّة».
اقرأ أيضاً: توقعات باستمرار ارتفاع سعر البنزين.. وسالم يؤكد: الأمور نحو الأفضل
وأضاف: «أنحني أمام السيّدة التي لم تشتك من سعر البنزين. ولم تظنّ أن الأسواق العالميّة تسعّر المواد التي نستوردها وفق دخلنا، بل هي وأمثالها الشرفاء يعملون ليل نهار ليبقى رأسهم ورأس بلدهم مرفوعاُ. ولكي يصل الرغيف إلى كلّ بيت».
وفقاً للوزير، تحديدا لجزئية “السيّدة التي لم تشتك من سعر البنزين”، هل ينبغي علينا أن نصفق للحكومة، بعد كل قرار رفع جديد يأكل من رواتبنا القليلة ويزيد في جوعنا، أم ينبغي علينا الصمت والسكوت، في الحقيقة لم نعد نفهم ماذا يريد الوزير، الذي سبق أن قال إن كل شكاوينا محقة ولن يغضب من أي تعليق لأنه يدرك حجم ما نعانيه.
ما لم يقله الوزير، أن اضطرار تلك السيدة للعمل واصطحاب أطفالها معها، ما هو إلا تعبير واضح ومباشر عن فشل السياسات الاقتصادية والمعيشية للحكومة، فلو كانت تلك السيدة تمتلك راتباً لائقاً، لتمكنت من خلاله الاستعانة بمربية أطفال، دون أن تضطر لإحضار أطفالها في هذا البرد ليبيتوا ليلتهم فوق الحديد، وسط الضجيج.
إن تلك الصورة سواء نشرها أو السماح بوجود مثل هذه الموظفة مع أولادها بمثل هذا المكان، هو عار بحق الحكومة ومسؤوليها، الذين لو نزلوا إلى الشوارع لرأوا الكثير من المشردين الذين ينامون بالطرقات، دون أن يمتلكوا حتى هاتفا وحسابا فيسبوكيا، لينتقدوا خلاله رفع الأسعار المستمر.
سناك سوري