لم ينعم “أيمن” و “أحمد” و”فلاح” و”مهدي” و “محمد” و “عقلة” وهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 10 سنوات، وغيرهم كثر من الأطفال في ريف القنيطرة بتناول قطع البسكويت بالتمر التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي لهم في مدرستهم جنوب “القنيطرة”، فهي باتت بالنسبة لهم أيضاً من بين الرفاهيات، حيث يبيعونها ليتمكنوا بثمنها من شراء ربطة خبز لعائلتهم أو لشراء قلم أو دفتر.
يقول “أيمن” 9 سنوات وهو طالب في الصف الثالث :«أقوم ببيع البسكويت الذي يتم منحه لي مِن قِبل المدرسة لصاحب الدكان في الحي بـ500 ليرة، وبثمنها يقوم صاحب الدكان باقتطاعه من ثمن ربطتي خبز لعائلتي»، ومثل نموذج “أيمن” الكثير هنا في المنطقة.
بسبب الفقر يُحرم العديد من الطلاب في “سوريا”، وخصوصاً في الريف من الاستفادة من مشروع التغذية المدرسية التي تقدمه الأمم المتحدة عبر برنامج الغذاء العالمي، حيث قدرت الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في تشرين أول الماضي على لسان وكيلها “مارتن غريفيث” أعداد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بأكثر من 90% من إجمالي عدد سكان البلاد، أي أكثر من 12 مليون سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي، وهو أمر يضطر كثير من السوريين إلى اتخاذ خيارات صعبة للغاية لتغطية نفقاتهم، ومن بين هذه الخيارات حرمان أطفالهم من أبسط حقوقهم في الاستفادة من قطعة بسكويت.
يقول “علي عرار” مدرس في محافظة القنيطرة لـ”سناك سوري” :«تأتي مبادرة التغذية المدرسية والتي تدعمها الأمم المتحدة بهدف تعزيز وجود الأطفال في مدارسهم، ومشروع التغذية المدرسية هذا يأتي الهدف منه لمساعدة و ضمان حصول الأطفال في المدارس على الدعم الغذائي الذي يحتاجون إليه للتكيف مع الآثار المدمرة في البلاد التي مزقتها الحرب».
لكن للأسف، بحثا عن الأساسيات في زحام حياة الفقر والعوز، لا يتمكن الأطفال من الحصول على “بسكوتهم” وتناوله، مضحين به لصالح ربطة “خبز”.
المصدر: سناك سوري