فقد الطيار الحربي السوري “أديب عجيب الجرف” حياته أمس جرّاء إصابته بفيروس كورونا وترك وراءه إرثاً كبيراً من الإنجازات الحربية.
ولد “الجرف” في مدينة “سلمية” بريف “حماة” الشرقي عام 1946 وانتسب للكلية الجوية في نيسان 1966 ليتخرج منها بعد عامين حاصلاً على المركز الأول في الطيران الحربي.
عام 1973 وتحديداً في حرب تشرين التحريرية كان لـ “الجرف” بصمة كبيرة بقيت محفورة في ذاكرة السوريين إذ ارتبط اسمه بانتصار تشرين، حيث أسقط 7 طيارات لكيان الاحتلال كانت متجهة لتقصف “دمشق” مما جعله يستحق وسام “بطل الحمهورية العربية السورية”.
عن هذه الحرب قال “الجرف” قبل 3 سنوات خلال لقاءٍ له مع “الإخبارية السورية” أن كيان الاحتلال أرسل 12 طيارة باتجاه “دمشق” وكانت مهمته إسقاط هذه الطائرات وعلى ارتفاع عالٍ جداً وقد أسقط طائرتين فوق “بيروت” من نوع “فانتوم” واحدة منهم في “الرملة البيضاء” وقال أن أهالي “بيروت” شاهدوا الاشتباك.
“الجرف” يعتبر هذا اليوم ميلاداً جديداً له وفق تصريحه لأن طائرته تعرضت للإصابة بعد المعركة وقفز منها وتعرضت مظلته خلال القفز للإصابة أيضاً فسقط عن ارتفاع 1300 م ما سبب له 35 كسراً في مناطق مختلفة من جسده أجبرته على التوقف عن الطيران، وقال بأنه خبأ معه حديداً من كبين الطائرة ووضعه بصدره إثباتاً للشيء الذي فعله كما كان في جيبه 5 أفلام توثّق طائرات “الفانتوم” التي أسقطها، وأضاف أنه عندما كان يسقط من الجو لم يكن هناك شيء قادر على إنقاذه.
الطيار السوري قال في تصريحه أنه خُلق ليكون طيار حربي، ويعتبر إنجازاً كبيراً إسقاطه لخمس طائرات اسرائيلية من نوع “فانتوم” واثنتان من نوع “ميراج”، وحصل على وسام الذكرى الـ 25 لتأسيس الجيش السوري عام 1971، ووسام التدريب من الدرجة الثانية عام 1972، وبطل الجمهورية عام 1973، ووسام الشجاعة رقم 1 عام 1974، ووسام الإخلاص من الدرجة الثانية عام 1976، ومن الدرجة الأولى 1980 ووسام الاستحقاق من الدرجة الثانية عام 1980.
عمل “الجرف” في الزراعة في مدينته “سلمية” بعد أن تقاعد، وهو أب لثلاثة أبناء “فراس” طبيب أسنان و”أسامة” مساعد مهندس إلكترون و”لمى” صيدلانية.