منوعات

“ليست مسألة شهادات بل حب واحترام” .. طبيب أسنان يقوم بجلسة خاصة لدمية في حمص

“ليست مسألة شهادات بل حب واحترام” .. طبيب أسنان يقوم بجلسة خاصة لدمية في حمص


يتصور البعض أن مهنة طب الأسنان عبارة عن “نبع أموال طائلة” وحسب، يجمعها أي طبيب لمجرد قيامه بجلسات علاجية لا تتجاوز نصف الساعة أو الساعة، لكنها في حقيقة الأمر، مهنة إنسانية في المقام الأول، فالطبيب يقوم بعلاج المريض، ويزيل الألم الذي حرم عينيه “طعم النوم” كما نقول بالعامية.


وعلينا الاعتراف، أن زيارة طبيب الأسنان من أكثر المخاوف لدى الكثيرين، صغاراً و كباراً، وما يتخلله من رعب مرافق لصوت آلة الحفر، كما يصفها البعض ممن زاروا طبيب الأسنان، لكن ذلك لا يقارن أبدا بالألم الناتج عن تسوس هنا أو التهاب هناك، مع ما تمتلئ به المعدة من أدوية مخدرة، بانتظار بزوغ الفجر والتوجه إلى عيادة الطبيب.


رعبٌ مضاعف عند الأطفال، مصاحب لبكاء هيستيري أحيانا، لذلك فالحذر دائماً مطلوب عند التعامل معهم، وتجنب تعرضهم لمواقف مخيفة لا تنسى بالهين، تصل حد الصراخ والاغماء، إضافة لحالات غير شعورية كالتبول غير الإرادي.


ويدرك الكثير من أطباء الأسنان هذه المخاوف عند الأطفال، ويتفهمونها محاولين إزالة رهاب “صاحب الرداء الأبيض” الممسك بأدواته الحديدية، فمن منا لم يرتعب في صغره عندما قال له أحد والديه” بدي خلي الدكتور يضربك إبرة”.


يمثل الدكتور علاء الحسن نموذجاً خلاقاً لهؤلاء الأطباء العارفين بتفاصيل المهنة في شقها الإنساني، حيث أجرى جلسة علاج لمريضة من نوع خاص، وهي دمية تعود لطفلة طلبت منه تركيب أسنان لها، فوضع كل خبرته لإنجاز هذه المهمة الصعبة.


يقول الدكتور علاء لتلفزيون الخبر” كان قد حُدد موعد لوالد الطفلة في المركز مصطحبا إياها معه، والتي بدورها جلبت دميتها معها، وكانت هادئة طوال مدة جلسة والدها دون أن تضحك أو تبكي”.


وتابع الدكتور لحسن” عند انتهاء الجلسة واستعداد والد الفتاة للمغادرة، بدأت الطفلة بالبكاء طالبة مني تركيب أسنان لدميتها، فقمت فورا بأخذ اللعبة وتركيب الأسنان، مع وقوف الطفلة بجانبي طوال مدة الجلسة متفرجة على دميتها”.


وأضاف” لا يمكن لأحد تخيل كمية السعادة والبراءة والجمال التي رأيتها بعيني الطفلة، مع الإشارة إلى أنني لم أرغب بداية الأمر بنشر تفاصيل هذه المبادرة، إلا أنني غيرت رأيي لاحقا، حتى تصل رسالتي لزملائي في المهنة بأهمية وتأثير “جبر خاطر” الناس مهما كانت أعمارهم”.


وعبّر الدكتور علاء عن فرحته بالصدى الذي وصلته مبادرته هذه، وقال” تفاجأت بكمية انتشار “البوست” على مواقع التواصل الاجتماعي، بغض النظر على الانتقادات، لكن الدعوات والكلمات اللطيفة التي وصلتني كانت كافية لتمنحني السعادة”.


ونوه “الحسن” إلى أنه “وبكل محبة وتواضع، فمنذ أن افتتحت عيادتي، وأنا أخصص كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع لجميع المواطنين والقيام بالمعالجات بشكل مجاني، وأبناء مدينتي يعلمون ذلك جيدا”.


ويوجه الدكتور “الحسن” رسالة عبر تلفزيون الخبر مفادها أن “طب الأسنان ليس مسألة شهادات بل حب واحترام، والغنى الحقيقي يتحقق عند مساعدة الآخرين، كما السعادة التي تحصل عليها عندما تعطي وتقدم لا عندما تتلقى، ومن خدمة الآخرين يأتي النجاح، كما أنني فخور بما أنا عليه الآن، لأني بكل بساطة إنسان يعمل في خدمة الاخرين”.


  تلفزيون الخبر

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة