نشر عضو مجلس الشعب ريمون هلال على صفحته الشخصية مداخلته أمام الحكومة تحت قبة البرلمان قال فيها :
السيد رئيس المجلس:
كثير من التقارير تؤكد أن جامعة دمشق تصنف كمركز سابع لتصدير الأطباء والعقول البشرية الى العالم..
ولست أدري هل نفرح أم نبكي هل نشعر بالفخر أم بالخجل من أنفسنا لأننا بتنا من أوائل الدول المصدرة للعقول واليد العاملة والماهرة عالمياً ؟؟؟!!!!!
لماذا إذاً نتبنى سياسة التعليم المجاني ونخسر على تهيئة كوادرنا المليارات ثم نقدمها على طبق من ذهب لدول أخرى ؟؟؟!!!!!
وقد يقول قائل بأننا نعيش حالة حرب وأن امكانياتنا لا تسمح بذلك..
أذكر هنا أنه ليس فقط الدول الغنية والمتقدمة هي التي تستقطب شبابنا بل أيضاً يوجد دول تعيش حروباً وأوضاعا صعبة ومع ذلك قادرة على استقطاب العقول السورية مثل العراق وليبيا لا بل حتى اليمن والسودان.. إذاً هذه حجة واهية ولم تعد مقبولة.
إنني ادق في هذا المجلس الكريم ناقوس الخطر لأعلن أنه سنوات قليلة وستكون سوريا مجتمعاً عجوزاً عاجزاً شبه خالياً من المفكرين والمبدعين والعاملين..
إن مزيدا من هجرة الشباب والكفاءات سيؤدي الى مزيد من الانهيار الاقتصادي.
لا قانون استثمار ولا إصلاح إداري كفيل بتعويض ما تخسره سورية من استنزاف رأسمالها البشري.
أناشدكم باسم كل المقدسات و باسم سوريتنا من أجل مستقبلنا جميعا أن نترك الشعارت الرنانة ونضع خطة عمل جريئة طموحة واقعية ابداعية مرنة
لأننا إن لم نتحرك اليوم لن نتحرك أبداً
- مهن كثيرة نفتقدها مثال :
هل يعلم مجلسكم الكريم كمثال فقط أن هنالك مشافً قد خلت تماماً من أطباء التخدير وهنا لاأتحدث عن مشافٍ نائية وأزقة وحواري.. بل أتحدث عن مشاف مركزية جامعية مصنفة هيئة عامة وسط العاصمة دمشق
- المنحنى البياني لهجرة العقول يتصاعد بوتيرة عالية
و هنا اقترح مايلي :
- تحديد خدمة الجيش وتحديث القوانين والاعفاءات وتحديث عمل مديريات التجنيد وربطها جميعا مع المديرية العامة
- وضع خطة حكومية لتوضيح النقص المتواجد حاليا او في المستقبل القريب و انشاء برامج لتشجيع هؤلاء بعدم الهجرة مثل : قروض جيدة بضمانة العمل و المشروع المقترح
اعفاء من الضرائب لمدة سنتين أو ثلاثة كمرحلة تأسيسية
- وضع سياسة لسد الثغرات ونقص الاختصاصات والمهن المهمة.
- تحويل المؤسسات الحكومية لمؤسسات منتجة تدعم موظفيها..
يجب أن لا ننتظر حتى تنفتح البلد اقتصاديا و ترجع العلاقات للدول المجاورة لكي ننتعش و نعيش.. لانه حتى ذلك الوقت يكون كل جيل الشباب قد طفش..
اما بالنسبة لريف دمشق:
فإن انعدام التغذية بالتيار الكهربائي بشكل كامل أو شبه كامل ( وأقول هنا انعدام وليس تقنين) مع انعدام مادة المازوت وتخصيص كميات هزيلة وخجولة لاتكفي لبضعة أيام ( هذا إن تم الحصول عليها) قد أدى إلى نتائج كارثية:
أولاً: إجهاض الموسم السياحي للكثير من قرى الريف التى يعتمد أهلها السياحة كمصدر أساسي للدخل
ثانيا: إحجام الأهالي عن زراعة المحاصيل وتربية الدواجن والمواشي والتي تعتبر الكهرباء والمازوت ركنين أساسيين من أركانها
ثالثاً: لجوء الأهالي أسفين مكرهين ( نعم مكرهين) لقطع الأشجار بهدف تأمين الحد الأدنى من الدفء في الريف الذي يشتهر ببرودته الشديدة حيث تهطل الثلوج ويعم الجليد..
مما أدى إلى حدوث كوارث بيئية لجهة فقدان الثروة الحراجية
رابعاً : كل هذا أدى إلى نزوح جماعي للأهالي والتجمع في المدن مما خلق خللاً ديموغرافياً وحمل المدن وخاصة العاصمة دمشق أعباء ثقيلة..
السيد رئيس المجلس السادة الكرام:
لم تعد الحرب المجرمة التي تشن عن بلدنا مبررا مقبولاً لدى الطفل الصغير في بلدي بل أن الفساد وسوء الإدارة قد ألحق أضرارً باقتصادنا أكثر مما فعلت الحرب
وشكراً