توافق اليوم الخميس، الذكرى السنوية الـ 61 للانقلاب العسكري على رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس وحكومته، فمن هو مندريس وما هي أبرز إنجازاته؟
من هو عدنان مندريس؟
ولد عدنان مندريس في مدينة آيدن التركية عام 1899م.
درس الحقوق في جامعة أنقرة التركية.
في عام 1928 تزوج عدنان مندريس من السيدة فاطمة برين ورزق منها بـ 3 أطفال.
حياته البرلمانية
كان مندريس عضوا في “حزب الشعب الجمهوري” الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك.
أصبح نائبا عن الحزب إثر الانتخابات عام 1931.
في حزيران/يونيو عام ،1945 قدم مندريس مع 3 نواب آخرين عن “الشعب الجمهوري” اقتراحا للبرلمان لإبطال المواد المناهضة للديمقراطية الذي يتبناها الحزب.
في أيلول/سبتمبر 1945، قرر الحزب باجتماع مع رئاسة رئيس الوزراء “شكري سراج أوغلو”، عزل مندريس ورفاقه عن الحزب، لدفاعهما عن الديموقراطية في البلاد.
بداية مسيرة تأسيس الحزب الديمقراطي
تأسس الحزب الديمقراطي في 7 كانون الثاني/يناير عام 1946، على يد عدنان مندريس، جلال بيار، فؤاد كوبريلي ورفيق كورالتان، إثر الخلاف مع حزب “الشعب الجمهوري”.
فاز ”الشعب الجمهوري” في العام نفسه بالانتخابات البرلمانية، وحصل مندريس على مقعد في البرلمان عن حزبه الجديد، وطالب بإعادة الانتخابات بسبب أعمال التزوير لكن لم يتم الاستجابة لمطالبه.
انتخابات 1950 و بداية النور للحزب “الديمقراطي”
حصل الحزب الديمقراطي على 53% من أصوات الناخبين في انتخابات 14 أيار/مايو عام 1950.
فاز مؤسسو الحزب بـ 4 مقاعد برلمانية.
بعد الانتخابات اختارت الكتلة البرلمانية للحزب “جلال بيار” رئيسا للجمهورية، وكلف مندريس بتشكيل الحكومة.
أهم إنجازات مندريس
ألغى جميع القوانين العلمانية الصارمة التي فرضها “عصمت إينونو”.
أعاد الآذان إلى اللغة العربية.
أدخل الدروس الدينية إلى المدارس.
افتتح أول معهد ديني، إلى جانب مراكز تعليم القرآن الكريم.
قام بعملية تنمية شاملة للبلاد، شملت تطوير الزراعة، وتشييد الطرقات والجسور، وافتتاح المصانع.
انقلاب 1960 الأسود
في صباح 27 أيار/مايو 1960، استيقظ الأتراك على صوت العقيد “ألب أرسلان توركس”، يذيع بيان الانقلاب على الحكومة الشرعية المنتخبة.
قام “ارسلان توركس” بتشكيل لجنة الاتحاد الوطنية تتكون من 38 جنرالا وضابطا من القوات المسلحة التركية، أعلنت وضع يدها على السلطة في البلاد.
في اليوم نفسه تم إلقاء القبض على مندريس ورفاقه، وقاموا بحبسه في جزيرة “ياسسي أدا” ببحر مرمرة.
في 14 تشرين الأول/أكتوبر عام 1960 بدأت محاكمة مندريس.
في 15 أيلول/سبتمبر عام 1961، حكم القاضي بإعدام مندريس، خلال محكمة غير شرعية، أقيمت على جزيرة “ياسّي أدا” والتي باتت تُعرف اليوم بجزيرة “الديمقراطية والحريات”.
في 17 أيلول/سبتمبر 1961، نفذ حكم الإعدام بعدنان مندريس.
جزيرة “الديمقراطية والحريات”
تحت هذا الاسم تمحي الجزيرة اليوم تاريخا أسود إبان الانقلاب الأول على الإرادة الوطنية والديمقراطية والجمهورية التركية، وحل الدستور والبرلمان التركي لأول مرة، ليلي ذلك إعدام رئيس الوزراء ووزراء الخارجية والمالية.
تم تصميم الجزيرة لاستقبال الزوار لمدة 24 ساعة، وسيتم جعل الزوار يشعرون بالتجارب في الجزيرة بعد انقلاب 27 أيار، من خلال زيارة أماكنهم الحقيقية.
تم تصميم المتحف ليعكس الماضي بالأشياء التاريخية التي يحتوي عليها، والمستقبل بأشكاله الحديثة والهندسية في هندسته المعمارية المعاصرة.
في متحف الديمقراطية وحقوق الإنسان سيتم عرض مجموعة من الوثائق والمستندات المتلقة بعدنان مندريس وطفولته وإنجازاته.
سيكون هناك أيضا فنادق ومساجد ومقاهي ومطاعم ومهبط للطائرات ومكتبة بالإضافة إلى المتحف ومركز المؤتمرات.
قصة الجزيرة؟
بدأت أعمال إعادة تنظيم جزيرة “ياسّي أدا” في 14 أيار/مايو 2015.
جزيرة “ياسّي أدا” صدر فيها قرار إعدام رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس ورفاقه، بعد الانقلاب العسكري عام 1960.
الجزيرة، التي أعيد تنظيمها مرة أخرى، تبلغ مساحتها 103 آلاف و750 متر مربع، 60% منها زيّنت بالأزهار والأشجار، وتم المحافظة على 20% من حالها السابق.
وبنيت على الجزيرة منازل مستقلة وفنادق بطاقة 123 غرفة و320 سريرا، وقاعة مؤامرات بطاقة 500 شخصا، ومسجدا بمساحة 752 مترا مربعا يسع لـ600 مصلٍ، وساحةُ ونصب شهداء الديمقراطية بمساحة 616 مترا مربعا، إلى جانب متحف مفتوح، وحديقة ومساحات للمعارض ومطاعم ومقاهي.
و استخدمت جزيرة “ياسّي أدا” كمنفى منذ القرن الرابع للميلاد، وبنيت عليها كنيسة ودير في الماضي، وتناقلت ملكيتها بين العديد من الأشخاص إلى أن اشترتها القوات البحرية التركية عام 1947.
وأقيمت عليها محكمةٌ قاضت أعضاء الحزب الديمقراطي (التركي)، بعد الانقلاب العسكري في 27 أيار/مايو 1960، ونُفّذ الحكم بهم في أيلول/سبتمبر 1961.
وفي عام 1993 نقلت كلية المنتجات المائية بجامعة إسطنبول، معهدها إلى الجزيرة، وفي 1995 غادرت الكلية جزيرة “ياسّي أدا”، ومنذ ذلك الوقت والجزيرة مهجورة
قصة الإعدام؟
في 17 أيلول/سبتمبر 1961، نفذ حكم الإعدام بحق عدنان مندريس، وهو رئيس وزراء تركيا طوال عقد الخمسينيات.
وعلى الرغم من أنه أدخل تركيا في حلف شمال الأطلسي الـ”ناتو” وجعلها رأس حربة الغرب في مواجهة الاتحاد السوفياتي، فإن ذلك لم يشفع له حينما تحرك الجيش ضده في أول انقلاب في تاريخ تركيا المعاصر، ليحكم عليه بالموت مع عدد من رفاقه بعد عشرة أعوام قضاها في الحكم.
وتم تنفيذ حكم الإعدام بحق مندريس، في 17 سبتمبر/أيلول 1960، وبعد أيام نفذ حكم الإعدام بوزيريه، ودفنت جثامين الثلاثة في الجزيرة ذاتها حتى التسعينيات، حيث نُقلت من هناك إلى إسطنبول.
المصدر: وكالة أنباء تركيا