قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”، إسماعيل هنية، أن عقد اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين تركيا وفلسطين، أمر ممكن.
كلام هنية جاء خلال لقاء تلفزيوني مع قناة “خبر ترك” التركية، الإثنين، في الأسبوع الأول بعد وقف العدوان الإسرائليي على قطاع غزة إثر قرار وقف إطلاق النار.
وأوضح هنية أن “هذه الحدود المشتركة بالطبع ستحمل مصالح لكلا الطرفين”.
وأضاف أن المحادثات الثنائية التي يمكن أن تجري حول ترسيم الحدود البحرية، “ستحمل نتائج إيجابية”.
ولفت هنية إلى أنه “من الأنسب فتح المجال للنقاش حول هذا الموضوع، بمشاركة دول المنطقة”.
وألمح هنية إلى ضرورة وجود علاقات قوية بين تركيا ومصر على هذا الصعيد، حيث قال “نحن ندعم أي تقارب بين تركيا ومصر، ونحن نرى تركيا ومصر دولتين مهمتين في المنطقة”.
وأكد أن “أي خطوة مشتركة بين فلسطين وتركيا، ستكون بالطبع في مصلحة البلدين”.
ولفت إلى “الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها السواحل الفلسطينية، من حيث احتوائها على الغاز الطبيعي”.
وشدد هنية على ضرورة حل الخلافات الداخلية في فلسطين، في هذا الصدد.
وأردف “أعتقد أن العدوان الأخير على غزة أوضح للجميع ضرورة انعقاد مصالحة داخلية وإنشاء مبادرة مشتركة، من شأنها تبني علاقات جيدة مع دول المنطقة والعالم الإسلامي”.
يُشار إلى أن الأميرال التركي ورئيس أركان القوات البحرية التركية السابق، جهاد يايجي، كان قد تحدث الأسبوع الماضي خلال لقاء صحفي، عن إمكانية التوقيع على اتفاقية ترسيم حدود بحرية بين تركيا وفلسطين، على غرار ليبيا.
وأشار يايجي إلى ان “تركيا تجمعها مع فلسطين حدود بحرية مشتركة في البحر المتوسط، وبالتحديد مع قطاع غزة”.
وأضاف “الاتفاقية تقتضي وجود سلطة موحدة فلسطين تتمتع بسيادة على قطاع غزة وسائر الأراضي الفلسطينية”.
وفي هذا السياق، شدد الأميرال التركي على “ضرورة عقد مصالحة بين حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين”، مشيرا إلى “الدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا في هذا الصدد”.
وشدد على أن “وجود سلطة فلسطينية موحدة، يضعف موقف الاحتلال الإسرائيلي”. مضيفا أنه “يمكن لتركيا أن تلعب دور وسيط لتحقيق مصالحة بين الطرفين”.
وعلى صعيد آخر، لفت يايجي إلى أن “انضمام فلسطين إلى منتدى غاز شرقي المتوسط، كدولة تمتلك حدودا في البحر المتوسط، سيجعل أي اتفاقية مع تركيا أمرا ممكنا بسهولة”.
ولفت إلى “المكاسب التي يمكن أن تحققها تركيا وفلسطين معا من خلال هذه الخطوة، إذ يمكن إنشاء موقع لتركيا على غرار ما حدث في ليبيا، ولا يمكن لإسرائيل أن تكون عائقا أمام تحقيق ذلك”.
وأشار إلى أنها “خطوة يمكن أن تقلب اللعبة تماما شرقي المتوسط لصالح تركيا”، واصفصا إياها بـ”خطوة شطرنج استراتيجية بالنسبة لتركيا”.
وأكد يايجي أن “الاتفاقية المفترضة ستضمن لفلسطين حقوقها من الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، فضلا عن أنها ستسرّع من عملية الاعتراف الدولي بها، ودعمها سياسيا بصورة أقوى”.
يُشار إلى أن جهاد يايجي هو رئيس أركان القوات البحرية السابق، ويعتبر أبرز مهندسي مشروع “الوطن الأزرق”، والاتفاقية البحرية التي وقعتها تركيا مع ليبيا أواخر العام 2019.
وتقف تركيا إلى جانب فلسطين والشعب الفلسطيني، وتسعى لتوفير دعم وحماية من شأنهما صد العدوان الإسرائيلي، الذي يمارس اعتداءته المتواصلة على القدس وغزة والأراضي الفلسطينية.