أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن المسيّرات التركية من طراز “بيرقدار” التي اشترتها كييف من تركيا قامت بأول طلعة جوية لها فوق البحر الأسود، وهو التطور الذي تنظر إليه روسيا بعين القلق بحسب ما عبر عن ذلك عدد من الصحف الروسية التي أفردت مساحة واسعة للخبر.
وبحسب وزارة الدفاع الأوكرانية جرى تنظيم طلعة جوية لاختبار تشغيل طائرات بيرقدار “تي بي2” التركية المسيّرة فوق البحر الأسود، وأوضحت الوزارة أن المسيّرة التركية المسلحة نفذت طلعة جوية، انطلاقاً من اليابس الأوكراني وصولاً إلى جزيرة “تيندريفسكا كوسا” في البحر الأسود، كما قامت بعدد من الطلعات الجوية الأخرى التي لم تكشف تفاصيلها.
وتناولت الصحافة الروسية هذا التطور عن قرب وأفردت مساحة واسعة لتغطيته، حيث أجمع عدد من التحليلات على أن هذا التطور يمنح أوكرانيا ورقة قوية جديدة وحساسة في البحر الأسود تمكّنها من القيام بعمليات استطلاع واسعة، بالإضافة إلى قدرة هذه الطائرات على تنفيذ ضربات جوية دقيقة ضد أهداف بحرية وبرية ثابتة ومتحركة مختلفة.
ووصفت إحدى كبريات الصحف الروسية طائرة بيرقدار التركية بأنها “فاتحة قرة باغ”، في إشارة إلى الدور الكبير الذي لعبته المسيّرات التركية التي استخدمها الجيش الأذربيجاني في حسم الحرب، وإلحاق هزيمة واسعة بالقوات الأرمينية التي أُجبرت على إنهاء احتلالها لإقليم قرة باغ عقب تدمير مئات العربات والمصفحات والأنظمة الدفاعية بواسطة المسيّرات التركية.
وفي عام 2019 اشترت أوكرانيا 6 مسيّرات تركية و3 أنظمة تحكم وقيادة، وتواصل أوكرانيا العمل على الحصول على دفعة جديدة من المسيّرات وسط توقيع عدد من الاتفاقيات الدفاعية بين البلدين، بهدف الإنتاج المشترك لعدد من الأسلحة المتقدمة قد يكون منها المسيّرات التركية من طراز بيرقدار.
وشهد المؤتمر العام السابع للحزب الحاكم، والمنعقد في أنقرة، التجديد لأردوغان في قيادته، فيما ألقى الأخير كلمة تحدث فيها عن “الدستور الجديد”.
وقال أردوغان: “الدستور الجديد يجب أن يكون دستور الشعب مباشرة، وليس من صنع الانقلابيين”، مؤكدا أنه سيُعد بالإجماع وسيُطرح لتصديق الشعب عليه.
وأضاف أن مناقشة إعداد دستور جديد للبلاد باتت أمرا حتميا نظرا لتاريخنا والمتغيرات الدولية.
وتابع: “الأسرة والتعليم والثقافة، ستشكل أساس رؤية تركيا المنشودة لعام 2053”.
واستهل أردوغان كلمته بقراءة سورة الفاتحة وترجمتها إلى التركية، وهو ما تم تداوله بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الرئيس التركي في كلمته: “نبني تركيا القوية من خلال تحويل أهدافنا المنشودة لعام 2023 إلى بداية جديدة على أرض الواقع”.
وأضاف أن بلاده ألحقت هزائم كبيرة بـ”التنظيمات” التي وصفها بـ”الإرهابية”، وفي مقدمتها “حزب العمال الكردستاني”؛ بحيث “لم تعد قادرة على القيام بعمليات داخل حدود تركيا”.
وتابع: “الذين شغلوا تركيا بمشاكلها الداخلية على مدى القرنين الماضيين وأبعدوها عن التغيرات الجذرية لن ينجحوا في محاولاتهم المتجددة”.
وقال: “سنضمن تحقيق أهداف تركيا المنشودة لعام 2023 ومن ثم 2053 عبر تحالف الشعب”.
السياسة الخارجية
وفي معرض حديثه عن السياسة الخارجية قال أردوغان، إن بلاده مصممة على زيادة عدد أصدقائها في العالم.
وشدّد أردوغان أن “حزب العدالة والتنمية” تمكن -منذ توليه السلطة قبل 19 عامًا- من تعزيز وتنويع الأدوات التي تمتلكها تركيا في السياسة الخارجية.
وتابع: “نعتقد أنه ليست لدينا مشكلة لا يمكن حلها مع أي دولة تحترم المصالح الوطنية لبلدنا”.
وقال: “مصممون على زيادة عدد أصدقائنا وإنهاء حالات الخصومة في الفترة القادمة لتحويل منطقتنا إلى واحة سلام”.
ولفت إلى أن تركيا فتحت حدودها وقلبها للمضطهدين السوريين في الوقت الذي تخلى العالم كله عنهم.
وبيّن أردوغان أن العمليات العسكرية العابرة للحدود التي نفذتها تركيا حالت دون مقتل ملايين الأبرياء على يد النظام السوري والمنظمات الإرهابية.
وأضاف: “قدمنا دعما مخلصا وبنّاء للجهود المبذولة بهدف ضمان الوحدة السياسية لسوريا وسلامة أراضيها”، وشدد قائلا: “سنواصل جهودنا حتى تصبح سوريا بلدا يديره أبناؤها بمعنى الكلمة ونقف إلى جانب شعبها”.
أردوغان، قال إن من بين انفتاحات تركيا في السياسة الخارجية أيضًا، الاتفاق الذي أبرمته مع الحكومة الليبية الشرعية بشأن مناطق الصلاحية البحرية في المتوسط، عام 2019.
وزاد: “سنواصل صياغة علاقاتنا مع جميع الدول بدءا من الولايات المتحدة وحتى روسيا والاتحاد الأوروبي والعالم العربي بما يتماشى مع مصالح تركيا وتطلعات شعبنا”.
وأردف: “على اعتبار أننا نتوسط القارات الثلاث الكبرى، فلا يمكننا أن نتجاهل الغرب ولا الشرق”.
وقال: “بالطبع، نحن نعلم أنه ليس من السهل تطوير تعاون متوازن ومتسق وطويل الأمد في آن واحد مع الدول التي يوجد بينها تنافس وحتى توتر، لكن تركيا تتمتع بالقوة والحكمة اللازمة لتحقيق ذلك بفضل موقعها الجغرافي ومصالحها الاقتصادية ورؤيتها الشاملة في السياسة الخارجية”.
يلدريم وقورتولموش
اختار حزب “العدالة والتنمية” التركي، الأربعاء، كلا من بن علي يلدريم ونعمان قورتولموش نائبين لرئيس الحزب.
جاء ذلك ضمن سياق إعلان التشكيلة الجديدة للجنة التنفيذية المركزية المنبثقة عن هيئة القرار والتنفيذ المركزي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
كما تم اختيار نور الدين جانيكلي رئيسا للشؤون الاقتصادية، ووداد دمير أوز رئيسا للشؤون المالية والإدارية، ومصطفى شين رئيسا لشؤون الأبحاث والتطوير في حزب العدالة والتنمية، ضمن تشكيلة اللجنة التنفيذية المركزية الجديدة.
وتم اختيار جوليدة سارير أوغلو رئيسة للسياسات الاجتماعية، وأوزليم زنغين رئيسة للعلاقات العامة والمجتمع المدني، ومحمد أوز حسكي رئيسا للإدارات المحلية لحزب “العدالة والتنمية”.
وعقدت هيئة القرار والتنفيذ المركزي، اجتماعا برئاسة أردوغان، في العاصمة أنقرة، لتسمية التشكيلة الجديدة للحزب.
المصدر: تركيا بالعربي