التعليم

التربية على المعلمين أن يكرموا أنفسهم!

التربية على المعلمين أن يكرموا أنفسهم!

ورد في الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء، الأسبوع الماضي، أن «وزارة التربية تطلب من مديرياتها تخصيص حصة درسية في 16 و17 من آذار للحديث عن دور المعلمين في بناء الأجيال»، وذلك مع تزامن اقتراب عيد المعلم في الـ 18 آذار لعام 2021.

لا شك أننا تربينا في بيئة ومجتمع يقدّر دور المعلم، فرغم كل المتغيرات الثقافية والاجتماعية التي طرأت على مجتمعنا إلّا أنه لم تخل نفوس الأجيال من هذا الاحترام وحفظ المكانة، ولو شذّ الكثيرون عن هذه القيم، غير أن الحكومة أدهشتنا بهذا المطلب الغريب الذي تريد من خلاله أن ترفع اللوم عن نفسها بتخصيص حصة درسية يطلب فيها من المعلم نفسه أن يتحدث عن دور المعلمين في بناء الأجيال!

فهل يعقل منطقياً أن يستمع الطلاب إلى أستاذهم وهو يشيد بدور المعلمين، وكأنه يشيد بنفسه، وهم يرون بأم أعينهم ماذا يحل به من انتهاكات لحقوقه وكرامته، تارة على أيدي الطلاب وأهاليهم، وتارة بما تجنيه يد الحكومة بسياساتها تجاههم؟!

كرامة المعلّم أولى من تكريمه

كل العطاء والتعب والجهود التي يقدمها المعلمون لبناء جيل واع، رغم كل التحديات والصعوبات التي يتجاوزها، باذلاً صحته وجهده ووقته، لخصتها وزارة التربية بحصة درسية يكرم بها المعلم نفسه بنفسه!

أما مطالبه المحقة بحياة كريمة ومورد يحفظ له كرامته، فهذا أمر يشق على الحكومة وتضيق به ذرعاً، وكأنها بهذا التعميم قدمت مكرمة كبيرة تستوجب الشكر من المعلمين!

تهديد ووعيد قبل أيام من عيد المعلم

قبل أيام من هذا التعميم، ورد على لسان وزير التربية تهديد بملاحقة المعلمين، الذين يسدون جزءاً من رمقهم عبر الدروس الخاصة، في ظل هذا الظرف الاقتصادي المعيشي الخانق، بلفظ مهين وهو «الملاحقة»، ومن قبل الضابطة العدلية، وقد أشرنا إلى ذلك في مادة سابقة تحت عنوان: «وزارة التربية تكافح الدروس الخاصة»، وللأسف إن طلابنا ليسوا بمعزل عن مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يقرؤون مفردة «ملاحقة» بحق المعلم!

فكانت الوزارة أول من يبخس المعلم حقه ويهدر كرامته أمام الأجيال!

فهل ستنفع خطبة عصماء بعد هذا كله، ليزرعوا في نفوسهم قيمة عمل المعلم ودوره في بناء الأنفس والعقول؟

ولو كانت تعي وزارة التربية والحكومة دور المعلم حقيقة لما أوصلته إلى الحال التي وصل إليها من فقر وفاقة وحاجة، ولما استجرّ لقمة عيشه من الطلاب الذين يعطونه ثمن ربع وجبة طعام بعد كل درس، فهم أول من جهل وتجاهل هذا الدور للمعلمين وما زالوا!

انتهاك الحقوق ليس في الأجر فقط بل بالقوانين

ابتداء من العقوبات المسلكية، وانتهاء بسلوك بعض الموظفين في الوزارة، تنتهك في كل يوم كرامة المعلمين، من خلال الرقابة الداخلية التي تأخذ الشكاوى من بعض الأهالي وتعاقب من خلالها المدرسين، متجاهلين أي ظرف، وبدون أن يمتلك المعلم حقاً للدفاع عن نفسه ليحمي نفسه من العقوبات غالباً، أو من خلال سلوك بعض لجان التفتيش، التي تقتحم المدارس بطرق لا يمكن وصفها، ويقومون بتعنيف المعلمين أحياناً، وإلقاء الأوامر عليهم على مرأى ومسمع من الطلاب!

فحبذا لو كرمت الحكومة المعلمين تكريماً يليق بهم، بدلاً من هدر كرامتهم بلقمة عيشهم!

وفي النهاية، لا يسعنا إلّا أن نقول لكل معلم ومعلمة: كل عام وأنتم ونضالكم بألف خير، عسى تنتزعوا حقوقكم، وتنالوا ما تستحقونه من تقدير.

صحيفة قاسيون 

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة

سعر صرف الليرة السورية عند افتتاح يوم الخميس

سعر صرف الليرة السورية عند افتتاح يوم الخميس

سعر صرف الليرة السورية عند افتتاح يوم الأربعاء

مستقـبل سعر صـرف الليرة السورية

سعر صرف الليرة السورية عند افتتاح يوم الثلاثاء

سعر صرف الليرة السورية عند افتتاح يوم الاثنين