تحدثت دراسة بإحدى جامعات نيويورك أن أزمة الخصوبة الوشيكة التي من الممكن أن تعصف بالعالم كله مشابهة لأزمة المناخ وحذرت من انخفاض عدد الحيوانات المنوية والتغيرات في التطور الجنسي الذي يهدد بقاء الجنس البشري.
وقال استشاري طب الجنين فوزي عبد الحميد لبرنامج “المختار” الذي يُبث عبر إذاعة “المدينة FM” وتلفزيون الخبر أن “الدراسة مسؤول عنها مراكز نيويورك لكن تتم بعدة مراكز في العالم ولاحظ اللذين قاموا بإحصائيات حول عدد الحيوانات المنوية والخصوبة عند الرجال منذ 1975 حتى 2011 أن هناك تناقص حاد بعددها”.
وكشف الدراسة بحسب عبد الحميد “أنه من الممكن أن يصل بحلول العام 2050 متوسط عدد الحيوانات المنوية عند 50٪ من الرجال إلى الصفر”.
وتابع “هذه الدراسة تتهم العوامل البيئية والتدخين والمواد الكيميائية ودخول البلاستيك للصناعة لكن بقناعتي هناك اتهام اساسي يوجه للغذاء، حيث أن الغذاء الذي يتناوله الانسان سيء وفي الدول الغربية بدأوا بالانتباه لهذه الأمور فنرى بالمحلات لديهم أقسام للأغذية الطبيعية الخالية من الهرمونات”.
وأكمل “نحن بسوريا من أكثر الدول نمو سكاني لكن نشاهد زيادة في حالات العقم لدى الذكور تحديداً سابقاً كنا نرى استحالة أن ينخفض عدد الحيوانات المنوية لدى رجل من 20 مليون إلى صفر لكن اليوم نرى حالات مشابهة”.
وحول وجود مبالغة بالدراسة المطروحة تحدث عبد الحميد “إذا اعتمدوا بدراستهم على شعوب أوروبا والولايات المتحدة وكندا فحقيقةً هناك نقص بالخصوبة حيث الأسرة لا تنجب سوى طفل أو أثنين وصحيح هذه عادة اجتماعية لكن الهرمونات وعوامل أُخرى تلعب دور”.
وأردف “في منطقتنا لا يوجد دراسات ترصد الواقع بشكل حقيقي ما نتبادله هو خبرات ومشاهدات من المرضى اللذين نراهم ويجب أن يكون هناك دراسات واحصائيات حقيقية علمية، لكن بالنسبة للغرب الدراسات مبنية بشكل سليم وتدق ناقوس الخطر بخصوص موضوع العقم وتحديداً في أوروبا العجوز وهو ما يُفسر قبولها لكم اللاجئين الشباب”.
وأفاد عبد الحميد “الحدود الدنيا للخصوبة أن يكون التعداد 20 مليون نطفة بالميلي الواحد من السائل المنوي ويجب أن تكون نسبة الحركة بهم فوق 50 ل60٪ وأن تكون نسبة التشوهات قليلة”.
ونوه عبد الحميد أن “كنا ندرس قديماً أن مسؤولية الرجل في تأخر الانجاب 20٪ وفي الدراسات الحديثة تجاوزت 50٪ يعني إذا كان هناك زوجين يعانيان من عدم الانجاب نقوم بفحص السائل المنوي للرجل قبل البحث بحالة المرأة”.
وأكد عبد الحميد أن “الخصوبة لدى الرجل تختلف عن المرأة حيث يستطيع الانجاب حتى 70 لكن تختلف القدرة تبعاً للمعطيات التي ذكرناها، وهناك من يقول أن للرجل سن يأس وهذا محط جدل في الحقل العلمي لكن لا يوجد عمر يصبح به عدد الحيوانات المنوية صفر لدى الرجل على عكس المرأة التي متى استمر انقطاع الطمث 6 أشهر أصبحت قابليتها للإنجاب تقريباً صفر”.
وثبت علمياً بحسب عبد الحميد “تأثير التدخين على الحيوانات المنوية كحركة وعدد والبدانة كذلك الأمر حيث يتم اعتبارها من عوامل الخطورة المستقبلية وهذين العاملين يؤثران على الانجاب لدى الذكر والأنثى”.
وأشار عبد الحميد إلى أنه “لمعرفة خصوبة المرأة نحن بحاجة لإجراءات طبية معقدة ومتتالية لكن الأمر مع الرجل أسهل فهو بحاجة تحليل فقط”.
وعن العلاج قال عبد الحميد “المرحلة الأولى بالغذاء الصحي والمكملات الغذائية ولبس الملابس الفضفاضة والابتعاد عن المصادر الحرارية كالأفران (ومن يعمل بها وهو يعاني من اشكال متعلق بالانجاب يجب أن يعمل وفق مناوبات قليلة) كذلك السائقين الذين يعملون على مسافات بعيدة يتعرضون لحرارة”.
وأوضح “السائل المنوي يحتاج لحوالي 3 شهور ليتصنع بالخصية فالخلية تنقسم وتعطي 4 خلايا ثم بدأت يتشكل الحيوان المنوي الذي سيدخل على البروستات ثم تقوم الحويصلات المنوية بتنشيطه ثم يخرج بشكل سائل ومن يُعالج بالمكملات الغذائية يحتاج أقل شيء 3 أشهر لتبدأ النتائج بالظهور”.
الأكثر مشاهدة للأمراض التي تؤثر على الانجاب وفق عبد الحميد هي “الأمراض الالتهابية ثم الدوالي كما يمكن للنكاف أو أبو كعب أن يؤثر على الانجاب إذا أصاب الذكر بعد البلوغ فممكن أن يدمر الخصيتين”.
وقُسم مرض الدوالي بحسب عبد الحميد إلى “3 درجات وقلص والذي يتوسع به الوريد المنوي بحيث يرجع الدم بعكس مساره والخصيتين يعملان بدرجة حرارة أقل من حرارة الجسم وعندما يكون هناك دوالي يزاد تأثيرها على الإنسان، وإذا كانت الدوالي بدرجات خفيفة والعدد جيد الحركة جيدة ليس بالضرورة أن تؤثر على الانجاب لكن على مريض الدوالي المراقبة المستمرة”.
وأضاء عبد الحميد على قضية الرياضيين اللذين يتناولون الهرومونات “ممكن أن يسبب ذلك بنقص أو انعدام خصوبة أو عقم دائم البروتينات مفيدة لكن الهرومونات والأبر الهرمونية تعكس تأثير سلبي شديد على الحيوانات المنوية”.
وبخصوص الحلول المتاحة لتلافي مخاطر الدراسة شرح عبد الحميد “بمراكز طفل الأنبوب بسوريا نقوم بعملية تجميد النطاف وميزتها أنها تحافظ على النطاف حتى 10 سنوات يعني إذا حدث تجميد للأجنة فالأجنة تعيش 5 سنين فقط، أما النطاف 10 سنين”.
وأضاف “تجميد الاجنة نقوم بها عند علاج العقم وطفل الانبوب لتنشيط المبايض والحصول على عدد من البيوض وثم تلقيحها فإذا حصلنا على 10 بيوض من سيدة 7 منها جيد للتلقيح وانقسمت 6 لا نضعها جميعها برحم السيدة”.
وختم عبد الحميد “هناك حالات طبية تفرض تجميد للأجنة كسيدة عانت من فرط استثارة المبيض فإذا حملت هذه المريضة تتعرض حياتها للخطر هنا نجمد كل الأجنة لديها بحيث أنه بعد انتهاء حالة فرط الاستثارة بالمبيض ممكن إعادة الأجنة المجمدة”.
يذكر أنه بحسب الدراسة نصف دول العالم اليوم لديها معدلات خصوبة أقل من 2،1 وهو المعدل المطلوب للحفاظ أو استقرار نمو عدد السكان وبحلول عام 2050 من المتوقع أن ترتفع نسبة الدول التي لديها معدلات خصوبة أقل من المعدل العام إلى الثلثين وبعام 2040 سيصبح متوسط عدد الحيوانات المنوية للرجل قليل جداً.
تلفزيون الخبر