في دهاليز المحكمة
مكسورة الخاطر.. تجرُّ ذيول خيبتها عندما رأيتها في القصر العدلي بدمشق، وعندما علمت بأني صحفي طلبت أن أنشر لها قصتها علَّ غيرها يستفيد منها، رغم أن جريمتها كانت بحق نفسها وقد دفعت ثمنها غالياً..
تقول السيدة (أ.س): أنا امرأة جامعية، ومُدرِّسة في إحدى مدارس العاصمة، وكنت أسمع أحاديث زميلاتي عن الرجال وغدرهم وخيانتهم لزوجاتهم، ولذلك دفعني الخوف على زوجي إلى البحث عن الوسائل التي تزيد من حبه لي، ورحت أبذل قصارى جهدي لإرضائه، رغم إنه لم يشتكي مني يوماً، ولكن الشيطان أبى إلا أن ينزغ بيني وبينه، وراح يزرع في عقلي وساوس الخيانة وهروب زوجي مني إلى أحضان غيري، ورحت أفسر أي التفاتة أو تصرف منه على أنه يحاول التغطية على خيانته لي، حتى أشارت علي إحدى صديقاتي بالذهاب إلى أحد العرافين الذي أوهمني أن هناك امرأة تكيد لي ولزوجي لتخطفه مني وتدمر حياتنا الزوجية، وهذا الأمر يتطلب معونة الجن لإعادة زوجي إلي وحمايته قبل أن يغرق في مكيدتها، والموضوع يحتاج إلى الذهب والمال، وقال لي أن الأمر لن يطول، وفي كل مرة كنت أزور فيها هذا العراف يقول لي أن موضوع هذه السيدة التي تريد اختطاف زوجي مني بات بمتناول اليد وعما قريب سيلقي في قلب زوجي الكراهية لها، وطبعاً كان يطلب مني المزيد من المال، وهكذا بدأت التنقل من مشعوذٍ إلى دجالٍ، من عالمٍ بالأرقام وتوافقها إلى عالمٍ بربط الأسماء مع بعضها، وأمام هذه الحال بتُّ مضطرة لطلب المال من زوجي كون راتبي لم يعد يكفي لسداد طلبات هؤلاء الدجالون، وكنت أتذرع له بكل مرة أطلب فيها المال بأني مريضة وبحاجة إلى المال لمراجعة الأطباء وشراء الأدوية، وللأمانة هو لم يبخل علي، لكني كنت أفسر تصرفه هذا بأنه كريمٌ معي ليغطي على عبثه وطيشه ولهوه مع تلك المرأة التي حشرها أولئك الدجالون في رأسي، ومع ازدياد طلبي للمال بدأ زوجي يشعر أن هناك أمرٌ غير عادي في حياتي، فراح يراقبني ويراقب تصرفاتي حتى عثر في أحد الأيام على تعويذة كتبها لي أحد الشيوخ، فاكتشف أمري، ولم يتركني حتى بحت له ما كان من أمري، وأن خوفي عليه هو من دفعني لذلك، لكنه أعطاني كلمتي من فوره، وها أنا الآن أدفع الثمن غالياً بعد أن صحوت متأخرة على فظاعة ما صنعته يداي.