أعرب الفنان “عدنان أبو الشامات” عن استغرابه من الانتشار الكبير للفتيات اللواتي يضعن الحجاب في “سوريا”، مؤكداً أنه يحترم الحجاب ولا يقصد الإهانة وإنما يتحدث عن التغييرات الكبيرة التي حدثت في التفكير والمجتمع.
الفنان “أبو الشامات”، قال خلال استضافته في لقاء ببرنامج “المختار” عبر إذاعة “المدينة” المحلية: «غادرت من “سوريا” في الثمانينات ثم رجعت في عام 1997 ولاحظت الكثير من التراجع على جميع المستويات، فكرياً، وحضارياً حتى كنظافة، وهذا على الصعيد الاجتماعي أما على الصعيد الصناعي والتجاري كانت البلد طالعة طلوع».
وأضاف “عدنان أبو الشامات” أن الفترة التي حدث فيها ما يُسمى بـ”الصحوة” في الخليج بالإضافة إلى “حرب أفغانستان” لم تؤثر فقط على المجتمع السوري وإنما على جميع المجتمعات العربية، وأصبح لدينا تعصب، وانغلاق بالمجتمعات.
استذكر “أبو الشامات” فترة الثمانينات، قائلاً: «كنت تشوف بنات وسيدات “سوريا” من المحجبات بأعداد قليلة أما في أواخر التسعينات أصبح العكس، و رأى أن السبب الذي دفع المجتمع إلى هذا التحول يحتاج إلى كثير من الدراسة العميقة».
في محاولة لفهم ما يحدث قال “أبو الشامات”: أنه «في تلك الفترة سأل قريباته من المحجبات عن سبب ارتدائهن الحجاب في أعمار صغيرة رغم أن عائلاتهن لم تجبرهن على ارتدائه، فكان الجواب أن الشبان لايتقدمون لخطبة الفتاة إن لم تكن محجبة»، مضيفاً أن «هذا يدل على وجود قسرية على الفتاة في المجتمع بارتداء الحجاب إذا أرادت أن تتزوج.. وهذا هو الفكر الذي أستغربه».
وذكر مثالاً على قسرية ارتداء الحجاب، بالقول: «في ظاهرة منتشرة بالمجتمع.. في حجاب ما بتحسو حجاب يعني بتلاقي بنت بتغطي راسها بالحجاب بس كل شي بجسمها مفصل بالتياب يعني شايف كل شي، وهاد بالنسبة إلي حرية شخصية بس بنفس الوقت بدل على قسرية بلبس الحجاب، والقسرية ليست من الأهل، وإنما قسرية اجتماعية».
كما أعرب عن تمنيه بالعودة إلى فترة السبعينات لأنه كان في أريحية وكانت الناس تترك بعضها تعيش بحرية بدون تنمر، ومثالاً على ذلك قال “أبو الشامات”: «أذكر التعليقات الكثيرة التي طالت مسلسل “شارع شيكاغو” وأنا أذكر عندما كنت صغيراً في السبعينات كانت صالات السينما في “دمشق” تعلق صوراً لفنانات عاريات، ولم يكن هناك أي احتجاج، أو التزّمُت الفظيع الذي نعيشه في الوقت الحالي، وكان في بنات يلبسو “ميكرو جوب” ويطلعو بالشارع وما يتعرضوا للتنمر.. اليوم نرى كل شخص يحاول أن يفرض عليك رأيه وطريقته بالحياة، والتفكير، وهذا لا يؤدي إلا للصدام والتنافر».
عن التجانس في المجتمع، أكدّ “أبو الشامات”: «أنا بحياتي ما اعتقدت إنو في تجانس بالمجتمع.. في “دمشق” يوجد مجتمع محافظ ومتعصب، ومجتمع آخر متحرر جداً وهاد شي موجود من زمان ولايوجد بينهم أي تجانس فكري، ولايمكن أن يوجد حوار بس كان في احترام لمساحات الآخر من الطرفين.. أما حالياً لانرى هذا الاحترام وإنما تطرف بفرض الرأي، وقبول الآخر».
وتابع «أما في السبعينات وما قبلها كان في حريات في “سوريا” وأنا كنت أعتبرها من أفضل الدول العربية بالحريات الدينية والاجتماعية.. حالياً الحريات وإن وجدت لكن نطاقها ضيق وأصبحت الناس تراقبك أكثر خاصةً عبر السوشال ميديا، تراقب كل حرف تكتبه وكل صورة .. السوشال ميديا عرّانا وكشفنا للآخرين».
يذكر أن أول ظهور للفنان “عدنان أبو الشامات” كان من خلال فيلم “جسر الأشرار” بعمر 6 سنوات ثم فيلم “مقلب حب”.. قدم خلال مسيرته الفنية عدداً من الأعمال الدرامية منها “الدبور”، “دقيقة صمت”، “باب الحارة”، “صقر قريش”، “الولادة من الخاصرة”، “أشواك ناعمة”، وغيرها.