اقتصاد

حادثة تزعزع البورصة الأمريكية… بدأت بتغريدة وانتهت بإفلاس صندوق استثماري

حادثة تزعزع البورصة الأمريكية… بدأت بتغريدة وانتهت بإفلاس صندوق استثماري

مفاهيم أساسية ينبغي توضيحها قبل الدخول في لب الموضوع:

أولاً البيع المكشوف أو البيع الفارغ: هو ببساطة بيع السلعة (التي ستكون هنا السهم أو العملة) بدون امتلاكها، بهدف شرائها لاحقا بقيمة أقل وبالتالي تحقيق ربح مساوٍ للفرق بين سعر البيع المكشوف وسعر الشراء ناقصا الفائدة. للتوضيح أكثر، يقترض خالد شاحن هاتف قيمته 10 دولار من صاحبه، ثم يقوم خالد بعرض هذا الشاحن للبيع بمبلغ 8 دولار (أقل من السعر الأصلي) وهو يعلم أن سعر الشاحن سيصبح بعد أسبوع 6 دولار، فحينما ينخفض سعر الشاحن في السوق فعلاً يذهب ويشتري شاحن جديد ليرده إلى صديقه ويكون بذلك قد حقق ربح بقيمة 2 دولار.


يستخدم كبار الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال في العالم هذه الطريقة لمضاعفة ثرواتهم بأساليب غير أخلاقية والقضاء على الشركات والأسهم الناشئة، بالإضافة إلى إغراء كل من يقع بضائقة مالية لإقراضهم أسهم شركته مقابل فوائد مجزية حتى يقوموا لاحقاً عن طريق المضاربات بالقضاء على قيمتها بالسوق وإرجاعها إلى صاحبها بعد أن تكون قد أصبحت بلا قيمة.

ثانياً صناديق التحوط: صناديق التحوط أو ما تُعرف بالمحفظة الوقائية هي صندوق استثمار يستخدم سياسات وأدوات استثمارية متطورة لجني عوائد تفوق متوسط عائد السوق أو معيار ربحي معين بدون تحمل نفس مستوى المخاطر. من الأدوات التي تستخدمها صناديق التحوط هي المشتقات المالية والعقود الآجلة والمقايضات، أما أمثلة على السياسات الاستثمارية المستخدمة فهي الرفع المالي والبيع المكشوف.


حادثة أو ثورة gamestop:

غيم ستوب ‏ هو متجر أمريكي لألعاب الفيديو والإلكترونيات الاستهلاكية، وبائع تجزئة للألعاب. وقد أثارت هذه العلامة التجارية الكثير من الجدل مؤخراً بعد أن ارتفعت قيمة أسهمها من 20 دولار قبل شهر إلى أكثر من 360 دولار حالياً.


الجدير بالذكر هنا أن أسهم غيم ستوب هي أحد أكثر الأسهم المكروهة لدى صناديق التحوط والتي يراهن أصحاب البيع المكشوف ضدها.


في بداية الأمر، كانت شرارة الانطلاق حين ارتفع السهم بنسبة 50% في التداولات الممتدة بعد أن قام الملياردير الأمريكي “إيلون ماسك” بالتغريد “Gamestonk !!”، إلى جانب رابط لمجموعة مناقشة تداول الأسهم في Reddit’s Wallstreetbets “Stonks” هو مصطلح للأسهم المستخدمة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. أي أن الأمر كان في البداية مجرد صدفة!

وما لبثت هذه الصدفة حتى تحولت إلى حرب يخوضها جيش من الساخطين على سياسات البيع المكشوف وصناديق التحوط في مواقع التواصل وغرف الدردشة على موقع ريد إيت، ضد صناديق التحوط وكبار أثرياء البيع المكشوف.


وشجع المستثمرون المبتدئون بعضهم البعض على تكديس خيارات الأسهم والشراء في GameStop، مما أدى إلى خسائر هائلة ومستمرة تكبدتها كبرى صناديق التحوط المراهنة ضد gamestop عن طريق أسلوب البيع المكشوف.


أدى ذلك إلى ارتفاع جنوني في أسهم غيم ستوب التي كان من المفترض أنها ستنخفض وتتدهور حتى يستطيع أصحاب البيع الفارغ كسب أرباحهم، لكنها بسبب الحملات الكثيفة على مواقع التواصل كانت ترتفع بشكل جنوني مما كبد المقترضين خسائر هائلة غير متوقعة.


ونتج عن ذلك حملة مضادة خاضها كبار مستثمري البيع المكشوف الذين سُمع أنينهم على مواقع التواصل بسبب الخسائر الهائلة.


وقال المستثمر “مايكل بيري” في تغريدة كان قد حذفها بعد ذلك يوم الثلاثاء، أن التداول في GameStop غير طبيعي ومجنون وخطير ويجب أن تكون هناك تداعيات قانونية وتنظيمية. ووفقا لتقارير متعددة، صعد بيري إلى الشهرة من خلال المراهنة ضد فقاعة الإسكان وظهرت في كتاب مايكل لويس The Big Short.


بداية لانطلاقة أكبر:

يعتبر الكثير من الناس حالياً أن حادثة غيم ستوب هي بداية لانطلاقة أكبر ضد النظام المالي العالمي الذي أصبح دأبه وديدنه أن يزيد الأغنياء ثراءً والفقراء فقراً، وذلك عن طريق خدع استثمارية وأساليب ملتوية تجعل الصغار لقمة سائغة في فم حيتان السوق الكبار على الدوام.


الليرة اليوم

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة