حفلت سنة 2020 بأحداث كثيرة على المستويين العالمي والمحلي، وكان للسوريين كالعادة “في كل عرس قرص”، لذا تحولت معظم الأحداث إلى “تريندات” عبر “فيسبوك” الذي حوله السوريون إلى مكان للتندر أحياناً و”فش الخلق” أحياناً أخرى.
هزت أخبار “صفقة القرن” السوريين بداية شهر كانون الثاني، قبل أن تهزهم الهزة الأرضية وسط انشغالهم بالتعاطف مع المآسي التي سببتها “حرائق استراليا”، وأخبار فيروس كورونا الذي تعامل معه السوريون في البداية على أنه “مؤامرة” غالباً لن تصلنا لأن “الحامي الله”.
وبين أخذ ورد ومنشورات غلبت “السخرية” طابعها حول انتشار “الكورونا” حول العالم، جاء حظر التجول ليمتلئ الفيسبوك بـ”يوميات الحجر المنزلي” ووصفات الطبخ وطرق الوقاية وطبعاً لم ينسوا معالجة أشهر شرطي لعام 2020 “يونس” الوضع “بهدوء” قبل أن ينشغلوا بتسجيل أول حالة إصابة بـ”الكورونا” في آذار.
“البطاقة الذكية” كان لها حصة كبيرة من منشورات السوريين بعد أن طالت معظم حاجاتهم الأساسية ليصل التقنين إلى الخبز وتبدأ حسابات “كم رغيف بيطلعلوا الواحد”، وسط انشغالهم بحساب ساعات تقنين الكهرباء وصور طوابير البنزين.
وعلى ذكر الحاجات الأساسية، شهدت أسواق سوريا قفزات سعرية متلاحقة مترافقة مع ارتفاع سعر الدولار، الذي راقب السوريون ارتفاع سعره “الوهمي” (وفق رأي المصرف المركزي) عبر منشوراتهم قبل أن تتحول هذه المنشورات إلى حملة “عفوية” رافضة لقرار فرض 100 دولار على السوريين العائدين إلى البلاد.
التشكيل الوزاري شغل بدوره السوريين، حيث تصدر وزير التربية دارم طباع المنشورات، وشغل اختصاصه (طبيب بيطري) مساحة كبيرة من منشورات السوريين، مروراً بالسجال الذي وقع بينه وبين عميد كلية الطب السابق نبوغ العوا، وليس انتهاء عند صور مشاركته للرياضة الصباحية في إحدى المدارس.
اشتعل الفيسبوك مع بداية آب “اللهاب” بصور دانا جبر “المسربة” قبل أن يوجه السوريون بوستاتهم “لبيروت” تضامناً بعد انفجار مرفأها، لتنقلب البوستات المتضامنة إلى ساخرة من نادي برشلونة بعد “انفجار” مرماه بثمانية أهداف، لتعود بعدها بوستات التضامن ولكن هذه المرة مع أهالي الحسكة بعد قطع المياه عنهم من قبل تركيا.
وبعد أن امتلئ الفيسبوك بصور فيروز وماكرون، انشغل السوريون بـ”أكبر حفل كشف عن جنس مولود” على برج خليفة، لتأتي صور الحرائق المشتعلة على امتداد أرياف الساحل وصولاً إلى حمص وتتصدر المشهد وسط حملة تعاطف كبيرة.
وتحول تساؤل السوريون عن “مين بيقدر يشتري موبايل؟”، بعد أن طالعتهم “الاتصالات” بنشرة جمركية جديدة للهواتف وصلت إلى 250 ألف ليرة، إلى “مين بيقدر يشتري إيفون 12” الذي أعلنت شركة خاصة عن “استيراده” كأول شركة في الشرق الأوسط.
وانشغل السوريون بموقع “دولة أبخازيا” التي افتتحت سفارتها في سوريا، قبل أن يظهر فيديو “مدام فاتن”، إحدى أشهر شخصيات العام، التي تناقل السوريون قصتها وبحثوا عن أصلها وفصلها وتحولوا إلى طرفين بين غاضب ومتعاطف.
احتلت صور طوابير الخبز منشورات السوريين، مع نهاية تشرين أول، وسط أخذ ورد بين غاضب من “الحكومة” خائف من “موجة” كورونا الثانية، ولم يخل الأمر من “التندر” على “وعي” السوريين، ليكون “التقنين الكهربائي” سيد المشهد الفيسبوكي في تشرين الثاني، وسط شائعات دخول “الأمبيرات” إلى دمشق، التي نفتها وزارة الكهرباء.
“مؤتمر عودة اللاجئين” كان فرصة السوريون لبوستات “الكوميديا السوداء”، ليأتي خبر تسريح دفعة من ضباط الاحتياط متزامناً مع متابعة السوريين الحثيثة للانتخابات الأمريكية التي فاز فيها بايدن.
في كانون الأول، انشغل السوريون بصور الرانج روفر “أم 750 مليون”، التي اشترتها “أم تالا”، تزامناً مع بوستات الرفض للرسومات على حيطان دمشق القديمة
الدراما السورية كان لها حصتها في “تريندات فيسبوك السوريين” الذين اختلفت آراؤهم، كالعادة، على مسلسل “شارع شيكاغو” ببوستره ومشاهده “الجريئة”، قبل أن يطل عليهم “جبل شيخ الجبل” بمصطلحات جديدة و”سباااات”، ليعودوا في ذاكرتهم إلى باب الحارة ويصبح جواب كل تساؤل هو “لأنك حريمة”.
تلفزيون الخبر