قبل بضعة أشهر، أطلقت شركة تدعى Capella Space قمرا صناعيا قادرا على التقاط صور رادارية واضحة لأي مكان في العالم، بدقة مذهلة، حتى عبر جدران المباني.
وخلافا لمعظم المجموعة الهائلة من أقمار المراقبة والرصد، التي تدور حول الأرض، يمكن للقمر الصناعي "كابيلا 2" (Capella 2) التقاط صورة واضحة أثناء الليل أو النهار، في المطر أو تحت أشعة الشمس. وهذا يعني أن المطر والظلام لن يكونا قادرين على منعه من التقاط صور دقيقة.
ويعود الفضل في ذلك إلى ما يسمى بالرادار ذي الفتحة الاصطناعية (SAR)، وهي تقنية تصوير يمكن أن تكون أكثر فعالية من التصوير البصري.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة Capella Space، بايام بانازاده، وهو مهندس سابق في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، لموقع Futurism، إنه في 75% من سطح الأرض، في أي وقت، سيكون غائما أو ليلا، أو كليهما معا، ولذلك يهدف القمر الصناعي الجديد إلى مكافحة هذه المشكلة وتقديم ملاحظات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في أي طقس.
وأطلقت Capella Space منصة مؤخرا يمكن للحكومات أو العملاء الخاصين استخدامها لطلب صور أي شيء يريدون رؤيته في أي مكان في العالم.
وتخطط الشركة أيضا لإطلاق ستة أقمار صناعية أخرى مماثلة في عام 2021.
وقال بانازاده لـ Futurism: "هناك مجموعة من الثغرات في الطريقة التي نرصد بها الأرض حاليا من الفضاء، وهي أن غالبية المستشعرات التي نستخدمها لمراقبة الأرض هي مستشعرات تصوير ضوئي. وإذا كان الجو ملبدا بالغيوم، فستشاهد الغيوم، وليس ما يحدث تحت السحب. وإذا لم يكن هناك الكثير من الضوء، فستجد صعوبة في الحصول على صورة مفيدة".
لكن تقنية SAR للأقمار الصناعية تعمل مثل تحديد الموقع بالصدى، حيث يتم بث إشارات الراديو إلى المنطقة المستهدفة ثم عندما ترتد إلى الوراء، يتم تفسير الصورة. وأوضح بانازاده: "إنه يشبه إلى حد ما القمر الصناعي الذي لديه رؤية بالأشعة السينية، ما يعني أنه يمكنه اختراق أشياء لا يمكن للأقمار الصناعية الأخرى اختراقها على غرار تحت الضباب أو حتى الجدران الرقيقة".
وتدعي Capella Space أنها أول شركة تقدم تقنية SAR بهذه الطريقة على الرغم من عدم اختراعها لها.
وأشار بانازاده إلى أنه من الممكن حتى النظر إلى التفاصيل في الغرف الفردية للمباني.
وتأمل الشركة في تحسين التقنية بشكل أكبر ولكن سيتعين عليها بالطبع الالتزام بقوانين الخصوصية، حيث أن أحد القوانين الأمريكية يمنع الشركة من جعل دقة الصور عالية الجودة.
وما تزال التقنية في حالتها الحالية مفيدة جدا لأشياء مثل الوكالات الحكومية أو العلماء الذين يرغبون في النظر عبر مظلات الغابات المطيرة ومراقبة المخلوقات أدناه.