أطلقت المملكة المتحدة، صباح اليوم، حملة تلقيح الأشخاص الأكثر ضعفاً ضد كوفيد-19، لتكون أول بلد غربي يخطو هذه "الخطوة الهائلة" في مكافحة فيروس #كورونا المستجد.
وبدأت #بريطانيا إعطاء لقاح "فايزر/بايونتيك" المضاد لكوفيد-19 للأشخاص الأكثر ضعفاً، لتصبح بذلك أول دولة غربية تنشر برنامج تلقيح واسع النطاق ضد فيروس كورونا، وفق ما أفادت وسائل إعلام بريطانية.
وأصبحت مارغاريت كينان، البالغة تسعين عاماً، في مستشفى في كوفنتري في وسط انكلترا، أول شخص في العالم يتلقى اللقاح الذي طوّره تحالف المختبرين الأميركي والألماني بعد قرابة أسبوع من إعطاء السلطات البريطانية ضوءها الأخضر لتوزيعه في البلد الأكثر تضرّراً في أوروبا مع قرابة 61500 وفاة.
وأظهرت صوراً نشرتها وكالة "فرانس برس" كينان خلال تلقيها لقاح كورونا مع انطلاق حملة التطعيم في المملكة.
وبريطانيا، البلد الذي يسجل أكبر عدد وفيات بالفيروس في أوروبا (61 ألف وفاة)، هي أول دولة ترخص لاستخدام لقاح تحالف "فايزر-بيونتيك" الألماني الأميركي،في خطوة سريعة انتقدها بعض الخبراء.
وينتظر أن يصدر الاتحاد الأوروبي قراراً مماثلاً بحلول أواخر كانون الأول الجاري، فيما بدأت روسيا بالفعل توزيع لقاحها "سبوتنيك في".
وأكد وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أنّ "90 شخصاً تلقوا اللقاح في أول 15 دقيقة من بدء حملة التطعيم"، مضيفا: "أمامنا جهد كبير لبرنامج التطعيم ضد اللقاح... نحو 70 مستشفى ستبدأ عمليات التطعيم اليوم".
وأعلن أنّه بحلول الربيع ستنتهي عملية التطعيم للأشخاص الأكثر عرضة لكورونا، مشيراً إلى أن "حملة التطعيم الواسعة ستبدأ أعتباراً من بداية العام الجديد، والأولوية لكبار السن والعاملين في القطاع الصحي".
كما ستتلقّى ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب اللقاح ضد كورونا قريباً.
وتم إرسال اللقاح إلى مستشفيات بجميع أنحاء المملكة المتحدة في حاويات شديدة البرودة، حيث من المتوقع طرح نحو 800 ألف جرعة من اللقاح اليوم، وهو اليوم الذي أطلق عليه هانكوك لقب "يوم النصر"، تشبيها بانتصارات الحرب العالمية الثانية.
من جهته، رحّب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالخطوة قائلاً: "هذا اليوم يعدّ خطوة هائلة جداً في مكافحة المملكة المتحدة للفيروس". وأضاف: "لكن التلقيح على نطاق واسع سيتطلب وقتاً"، داعياً لمواصلة احترام القيود.
وفي إنكلترا وويلز واسكتلندا وإيرلندا الشمالية، الأولوية في التلقيح هي للمقيمين في دور الرعاية والعاملين فيها. لكن التحديات اللوجستية المتمثلة بلزوم تخزين اللقاح عند ما دون سبعين درجة مئوية تحت الصفر، تزيد من تعقيد المهمة. ويلي ذلك تلقيح العاملين في المجال الصحي ومن تفوق أعمارهم 80 عاماً.
وتأمل السلطات تلقيح الفئات التسع التي لها الأولوية بحلول الربيع، وهي تتضمن من تفوق أعمارهم 50 عاماً، والعاملين في المجال الصحي، والأشخاص المعرضين للخطر. ويمثّل هؤلاء نسبة 99% من وفيات الفيروس.
وشبّه مدير هيئة الخدمات الصحية الوطنية ستيفن بويس حملة التلقيح، وهي الأكبر بتاريخ نظام الرعاية الصحية، بأنها "ماراتون" في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 66 مليون نسمة.
ولن يتلقى غالبية السكان اللقاح قبل عام 2021.
واعتبر هانكوك أنّ "الأسبوع المقبل سيكون لحظة تاريخية".
ويشكل نجاح حملة التلقيح أمراً أساسياً بالنسبة لجونسون الذي يتعرض لانتقادات شديدة على خلفية إدارته لأزمة الوباء.
وبالإضافة إلى التحديات التقنية يوجد تحدي إقناع البريطانيين بأهمية تلقي اللقاح، في ظلّ تشكيك البعض في فعاليت.