منوعات

صراع على ميراث ماردونا .. 8 أطفال و 6 نساء

صراع على ميراث ماردونا .. 8 أطفال و 6 نساء

مجموعة من العقارات وحقوق ملكية صور ومدرعة برمائية من بيلاروسيا، هي فقط جانب مما أُعلن عنه من ثروة دييغو مارادونا.

وكان أسطورة كرة القدم الأرجنتيني قد توفي مؤخراً عن عمر 60 عاما، تاركاً وراءه إرثاً مالياً متشابكاً يعكس أوقاتاً مضطربة من حياته الشخصية.

فمنذ وفاة مارادونا دارت تكهنات واسعة بشأن ثروته والورثة المستحقين.

وكان لمارادونا أسرة كبيرة إذ أنجب ثمانية أبناء على الأقل، على مدى عقود من العلاقات العاطفية مع ست نساء. ومن المتوقع أن تُوزع ثروته بالتساوي بين هؤلاء الأبناء.

غير أنه في ظل عدم وجود تقارير عن تركه وصية، يقول خبراء قانونيون وصحفيون في الأرجنتين إن توزيع تركة مارادونا لن يكون سهلا.

فهم يتوقعون معركة قضائية طويلة محفوفة بالخلافات العائلية واختبارات الحمض النووي وادعاءات انتهازية بالبنوة، في وقت يتدافع فيه المحامون لاحتساب القيمة الحقيقية لثروة مارادونا.

"أتوقع أن عملية توزيع الميراث ستشهد فوضى"، كما قال لبي بي سي إلياس كير جوفي وهو محامي في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، مضيفا "أعتقد أن حسمها سيستغرق بعض الوقت".

من هم أبناء مارادونا؟

كان الاعتراف بالأبوة موضوعاً شائعاً في حياة مارادونا الصاخبة.

وقالت إحدى بناته ذات مرة مازحة أن لاعب خط الوسط والمهاجم السابق يمكنه أن يشكل فريقاً كاملاً لكرة القدم من 11 لاعباً من خلال نسله المتزايد.

وكان مارادونا قد نفى لسنوات إنجابه أي أطفال بخلاف جيانينا (31 عاما) ودالما (33 عاما)، وهما ابنتاه من زوجته السابقة كلوديا فيلافيني التي طلقها عام 2003 بعد زواج دام لنحو 20 عاما.

وفي نهاية المطاف أقر اللاعب السابق المتوج بلقب بطولة كأس العالم بأبوته لستة أطفال آخرين.

حيث اعترف بدييغو جونيور (34 عاما) وجانا (24 عاما) قبل بضع سنوات بعد معارك قضائية مع والدتيهما، اللتين كانتا على علاقة به.

ولم يحدث خلاف مماثل بشأن أبوته لابنه الثاني دييغو فيرناندو (7 سنوات).

ثم حدث تطور مفاجئ عام 2019، حين قال محامي مارادونا إنه وافق على قبول أبوة 3 أطفال ولدوا في كوبا، حيث أمضى سنوات منذ عام 2000 أثناء خضوعه للعلاج من إدمان الكوكايين.

وبهذا نكون على علم بما أُعلن حتى الآن عن عدد أبناءه.

ويبقى حالياً اثنان آخران على الأقل يعتقدان أن مارادونا هو والدهما، وهما سانتياغو لارا (19 عاما) وماغالي جيل (23 عاما). ويقول الاثنان إنهما يتخذان إجراءات قانونية لإثبات ذلك، وهو الأمر الذي يحتاجانه للمطالبة بنصيب في ثروة مارادونا.

وبالفعل طلب محامي لارا من المحكمة السماح بنبش جثة لاعب كرة القدم السابق للحصول على عينة من أجل إجراء اختبار الحمض النووي. ولا يعرف بعد حجم ما قد يحصل عليه لارا وجيل من تركة مارادونا في حال أثباتهما وجود صلة أبوة.

ما هي القيمة التقديرية لثروة مارادونا؟

لا يوجد بيان شامل بثروة مارادونا، غير أن وسائل الإعلام نشرت بعض التكهنات بناء على طريقتي قياس.

الأولى: تقدر القيمة الإجمالية لجميع أصول مارادونا، بداية من سياراته الرياضية حتى مجوهراته.

ومن بين التقديرات التي تداولتها وسائل الإعلام الأرجنتينة على نطاق واسع، تركة تتراوح ما بين 75 مليون دولار إلى 100 مليون دولار.

وقد وردت هذه القيمة التقديرية -دونما إشارة إلى مصدر- في مقال كتبه جوليو تشيابيتا الصحفي الرياضي الأرجنتيني الذي كان مقرباً من مارادونا.

أما طريقة القياس الثانية فهي صافي ثروة مارادونا، وهي ببساطة مجموع ما يمتلكه الشخص (أصوله) بعد طرح ديونه (التزاماته).

ووفقاً لموقع سَلبريتي نيت وورث الذي يقدم تقارير عن ثروات المشاهير، فإن صافي ثروة مارادونا وقت وفاته 500 ألف دولار. ويقول الموقع إن تقديراته لصافي الثروة تستند إلى "تحليل مالي وبحث سوقي ومصادر مقربة".

ومن بين الأصول التي تفيد التقارير بأن مارادونا كان يمتلكها:

. خمس عقارات على الأقل في الأرجنتين، لكن "لا يوجد قصر في بيفرلي هيلز"، كما يقول المحامي جوفي

. سيارة رولز رويس شبح قيمتها حول 360 ألف دولار، وسيارة BMW i8 بقيمة 175 ألف دولار

. مدرعة برمائية طراز هانتر أوفركامر تلقاها هدية خلال رحلة لبيلاروسيا

. خاتم من الألماس بقيمة 360 ألف دولار

. عقد يسمح لشركة كونامي باستخدام هيئة مارادونا في لعبة الفيديو برو إيفولوشن

ويقول موقع سلبريتي نيت وورث إن مارادونا حصل على "عشرات الملايين من الدولارات من رواتب ومكافآت" خلال مسيرته المهنية كلاعب ومدرب.

وجاء جزء كبير من ثروته من عقده مع فريق نابولي الإيطالي لكرة القدم، حيث حصل -وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويوك تايمز عام 1990- على راتب 3 ملايين دولار، إلى جانب ما بين 8 ملايين دولار إلى 10 ملايين دولار مكافآت.

وكانت إيطاليا السبب في ثروة مارادونا وإفلاسه على حد سواء، إذ منحته المال بيد وحاولت أخذه باليد الأخرى.

ففي عام 2005 قالت الحكومة الإيطالية إن مارادونا مدين بـ 37.2 مليون يورو ( 48.6 مليون دولار) بسبب ضرائب لم يسددها حين كان يلعب في صفوف نابولي.

وقد رفض مارادونا سداد المبلغ، وربما كان ليواصل رفضه في حال امتدت حياته.

غير أن فاتورة الضرائب هذه ما زالت تمثل ديناً كبيرا. وقد وُضعت في الحسبان ضمن تقدير موقع سلبريتي نيت وورث، ومن هنا جاء منخفضاً بقيمة 500 ألف دولار.

ويقول أحد أصدقاؤه وهو الصحفي الأرجنتيني لويس فينتورا إن عادات مارادونا في الإنفاق أضرت بحسابه البنكي.

  وحين سُئل في برنامج تلفزيوني عما إذا كان مارادونا "توفي فقيراً"، أجاب فينتورا قائلاً "بالتأكيد توفي فقيرا. كان يحب الإنفاق، وحين يطلب منه شخص مالا، كان يعطيه إياه".

  كيف سيتم اقتسام ثروته؟

  على مدار حياته، خاض مارادونا خلافات علنية مع شريكاته السابقات وأطفاله، وبث جميع الأطراف مظالمهم إما على وسائل التواصل الاجتماعي أو في التلفزيون الأرجنتيني. ولطالما كانت صحة وثروة مارادونا مصدرين للخلاف.

ففي نوفمبر/ تشرين ثاني 2019 على سبيل المثال، ألمح مارادونا إلى تركته بعدما عبرت ابنته جيانينا عن مخاوفها بشأن صحته على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال مارادونا في فيديو نشر على موقع يوتيوب "أقول لكم جميعاً: أنني لن أترك شيئاً ورائي. سأتبرع به".

بيد أنه بموجب القانون الأرجنتيني، لا يمكن للشخص أن يوصي بالتبرع بأكثر من ثلث ممتلكاته، على أن ينتقل الباقي للأبناء أو الشريك.

وحيث أنه لا يبدو أن مارادونا قد ترك وصية ولم يكن لديه شركة وقت وفاته، فإن أبنائه من الناحية النظرية سيحصلون على نصيب متساوٍ من إجمالي ثروته.

ويقول جوفي "ثقافة إعداد الوصية ليست شائعة في الأرجنتين. أغلب الناس لا يقومون بذلك".

وقد اتصلت بي بي سي بمحامي مارادونا، ماتياس مورلا، لسؤاله عن الأمور المتعلقة بالوصية والميراث لكنه لم يرد حتى توقيت النشر.

وبدون وجود وصية تكون الأمور تقنية بعض الشيء.

إذ يمكن لورثة مارادونا - سواء كان معترفاً بهم أم لا- أن يقدموا طلباً للحصول على حصة في تركته بعد 9 أيام من وفاته يوم 25 نوفمبر/ تشرين الثاني. ورجحت تقارير وسائل الإعلام الأرجنتينية أن جانا ابنة مارادونا الثالثة كانت أول من يقوم بهذه الخطوة يوم الخميس.

ويقرر القاضي بعد ذلك "من يحصل على ماذا" قبل إصدار ما يعرف بإعلان الورثة (القسام الشرعي)، وفقاً لما ذكره سباستيان ليميريز المحامي المختص في أمور الميراث لبي بي سي. وقد يستغرق ذلك شهورا.

ويضيف ليميريز: "وفي هذه الأثناء لا يمكننا التكهن بما إذا كان الورثة سيتعاونون بشكل جيد".

وفي النهاية لا يمكنك أن تختار أسرتك. إنها مسألة كما يقول البعض يحددها الله.

المصدر : بي بي سي

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة