بات من المكرر الحديث عن ضبط شحنة مواد مخدرة وحبوب “كبتاغون” قادمة من “سوريا” سواءً في دول الجوار أو في دول أخرى.
حيث جعلت سنوات الحرب أخبار تهريب المواد المخدرة من “سوريا” أمراً مكرراً، فيما تتزايد كميات الشحنات المخدرات لتصل إلى أرقام قياسية لم تعهدها بعض الدول التي تتلقّى تلك الشحنات.
فعلى سبيل المثال أعلنت السلطات الأردنية يوم 7 تشرين الثاني الجاري أنها ضبطت محاولة تهريب عند حدودها الشمالية مع “سوريا”، وأن القوات الأردنية اشتبكت مع المهربين وأجبرتهم على الانسحاب إلى الداخل السوري، فيما ضبطت 409 كف حشيش و36335 حبة مخدرة من نوع “لاريكا” وفق ما أوردت وكالة “بترا” الأردنية الرسمية.
بعدها بثلاثة أيام فقط، عادت القوات الأردنية لضبط محاولة تهريب أخرى، وشملت الشحنة هذه المرة 279 كف حشيش، 12 ألف حبة “لاريكا”، 12017 حبة “جاليريكا”، 6 آلاف حبة “كبتاغون”، 2 كغ من مادة “الكريستال” بحسب “بترا”.
في 15 تشرين الأول الماضي أعلنت “خلية الإعلام الأمني” العراقية إحباط محاولة تسلل مجموعة يحملون مواداً مهربة من “سوريا”، وبعد الاشتباك معهم والقبض على أحدهم، تم ضبط 200 ألف حبة مخدرة معدة للتهريب.
ولم يقتصر الأمر على دول الجوار فوصل إلى “مصر” التي أعلنت أكثر من مرة ضبط مخدرات قادمة من “سوريا” آخرها قبل 3 أيام حين ضبطت وزارة الداخلية المصرية 6 طن من الحشيش في سفينة معدة للتهريب من “سوريا” نحو “السودان” مروراً بالموانئ المصرية، إلا أن الشحنة الأشهر كانت في نيسان الماضي حين ضبطت السلطات المصرية نحو 4 طن من الحشيش مخبأة داخل علب حليب من ماركة “ميلك مان” السورية، إلا أن الشركة نفت لاحقاً مسؤوليتها عن تهريب الحشيش.
وفي الشهر نفسه ضبطت المديرية العامة لمكافحة المخدرات السعودية كميات كبيرة من حبوب “أمفيتامين” المخدرة وصلت إلى 19 مليون و264 ألف قرص مخدر مخبأة داخل علب متة “خارطة الخضراء” إلا أن شركة “كبور” نفت أيضاً مسؤوليتها عن هذه المواد.
عمليات تهريب المواد المخدرة من “سوريا” اتسع نطاقها بشكل كبير خلال سنوات الحرب وفقاً للأنباء التي تعلنها الدول، حيث وصلت شحنات المخدرات من “سوريا” إلى دول أوروبية حتى مثل “إيطاليا” و”اليونان” و”رومانيا” وبكميات ضخمة.
ورغم أن الحكومة السورية لا تعلّق على أنباء ضبط شحنات المخدرات القادمة من أراضيها، إلا أن وزارة الداخلية السورية تعلن بين الحين والآخر عن ضبط شحنات مخدرات، وقد كشفت صحيفة “الوطن” المحلية مطلع الشهر الماضي أن الجهات المختصة ضبط شحنة تضم 780 ألف حبة “كبتاغون” و900 كف حشيش في مخابئ سرية بشاحنة كانت تحاول تهريب تلك البضائع إلى “لبنان” الذي يبدو لافتاً أنه قلّما يعلن عن ضبط مخدرات مهربة من “سوريا”.
هذه مجرد أمثلة عمّا جرى ضبطه في بعض الدول من سجلٍ طويل خلال سنوات الحرب، لكنها تضيء على احتمال إنتاج الحشيش والحبوب المخدرة بشكل كبير في الداخل السوري وتهريبه إلى الخارج وبالطبع ترويج قسم منه في الداخل، علماً أن هذه الأرقام تظهر فقط ما يتم ضبطه من شحنات ولا تشمل بالضرورة جميع الشحنات التي يتم تهريبها أو محاولة تهريبها.
سناك سوري