بدأت العديد من البنوك المركزية حول العالم، دراسة إمكانية إطلاق عملات رقمية في خطوةٍ يعتقد الخبراء أنها قد تكون نقطة التحول في عالم المدفوعات الذي سيطرت عليه النقود لأكثر من ثلاثة آلاف عام.
حيث أطلق المركزي الأوروبي مؤخراً عملية اختبار لإصدار “يورو رقمي” ستظهر نتائجها بحلول منتصف العام المقبل، فيما يواصل المركزي السويدي اختبار الكرونة الرقمية وسيتخذ قرارا بشأنها بحلول شهر شباط المقبل.
أما الصين التي سعت دوماً للفت الأنظار نحوها في هكذا أمور فقد كانت هذه المرة أيضاً سباقةً في هذا المجال، إذ بدأ المركزي الصيني تجارب اليوان الرقمي في عدة مدن صينية، في وقت مبكر من هذا العام، وقد قام في الأيام الماضية بإصدار 10 ملايين يوان رقمي بشكل عشوائي لاختبار نظام الدفع الرقمي باليوان، وبحسب بعض الخبراء فإن نجاح تجربة اليوان الرقمي قد تدعم جهود بكين الرامية إلى تقليل اعتمادها على الدولار الأميركي.
هذا ويعتقد الخبراء أن أحد الأسباب الأساسية لتبني العملات الرقمية عالمياً والاستعجال بإصدارها، هو أن البنوك المركزية قد تسعى من خلال هذه الخطوة إلى سحب البساط من تحت أقدام العملات المشفرة التي تختلف عن العملات الرقمية في كونها عملات غير مركزية تدعم التحويلات المجهولة دون الحاجة لوسيط أو بنك مركزي وهو أمر يلغي جزء كبيرا من دور البنوك المركزية والهيئات المالية.
وبينما يسرح البعض في نظريات المؤامرة أو قصص الخيال العلمي، ينقسم الخبراء بين مستبعد لأن تحل العملات الرقمية محل النقود العادية على الإطلاق وبين من يعتقد أن ذلك سيحدث عاجلاً أم آجلاً لكنه بالتدريج وسيتطلب الأمر مزيداً من الوقت.
ويستبعد “دويتشه بنك” انتهاء عصر النقود بالكامل، لأن هذه العملات ستبقى وسيلة لحفظ القيمة في أوقات عدم اليقين خلال السنوات والعقود القادمة من وجهة نظر البنك، وفي استطلاع للرأي أجراه البنك في الاقتصادات المتقدمة، أجاب ثلث المشاركين بأنهم ما زالوا يرون في النقود الوسيلة المفضلة للاستخدام، فيما استبعد أكثر من النصف انتهاء النقود من الاستخدام بالكامل.