مضى أسبوعان على افتتاح المدارس حتى الآن، وقد ظهرت الكثير من المشاكل خلال هذه الفترة، إضافة إلى المشاكل المزمنة السابقة، لكن ما تصدر الحديث من المشاكل هي تلك المرتبطة بالوعود حيال «الكورونا» والإجراءات الوقائية والاحترازية منها في المدارس.
أخذ موضوع تأمين الكتاب المدرسي حيزاً هاماً من أحاديث ذوي الطلاب والتلاميذ، وكذلك الحديث عن الازدحام في الشعب الصفية، بالإضافة إلى واقع تردي دورات المياه داخل المدارس، ناهيك عن نقص الكادر التدريسي في بعض المدارس، وغيرها من القضايا الكثيرة الأخرى.
الوعود والبروتوكول في مهب الريح..
سبق الافتتاح المدرسي الكثير من الوعود الرسمية التي تحدثت عن الاستعداد التام لعودة الطلاب والتلاميذ إلى المدارس، بما في ذلك الاستعدادات الخاصة بما يتعلق بوباء «الكورونا» والإجراءات الاحترازية التي ترافقت مع الإعلان عن البروتوكول الصحي بنقاطه ومهامه الكثيرة والمتعددة وعلى المستويات كافة.
المفاجأة كانت بالنسبة للطلاب وذويهم، أن أياً مما جرى الإعلان عنه لم يكن متوفراً، فلا المدارس كانت نظيفة ومعقمة سلفاً كما قيل، وخاصة دورات المياه فيها، ولا الشعب الصفية تم تخفيض الازدحام فيها تفادياً لنقل العدوى عبر التباعد المكاني، ولا المعقمات على بوابات المدرسة وفي كل شعبة صفية كانت متوفرة، ولا جرى رفد كل مدرسة بالمشرفات الصحيات من قبل الصحة المدرسية بحسب البروتوكول، بل جرى تكليف أحد الكادرات الإدارية أو التدريسية بهذه المهمة، بل وفي بعض المدارس لم يجرِ تكليف أحد، ولا المدارس والشعب الصفية وأسطح المقاعد يجري تنظيفها وتعقيمها يومياً.. بمعنى آخر: فإن كل مفردات البروتوكول الصحي كانت غائبة، وكذلك كانت الوعود الرسمية!
الأدهى والأمر هو ما جرى ويجري عند الشك بمرض أحد الطلاب أو إحدى الطالبات، فالموضوع لا يقتصر على ما يعانيه هؤلاء بحثاً عن طبيب في مستوصفات الصحة المدرسية فقط، بل في عدم وجود متابعة لهم أو لزملائهم وأقرانهم في المدرسة، بل وفي الشعبة الصفية نفسها.
وقد سبق أن أوردت قاسيون شكوى من بعض ذوي الطلاب في مدارس ركن الدين خلال الأسبوع الماضي كمثال عن ذلك، وما واجهوه من معاناة بحثاً عن طبيب للكشف والتأكد من الوضع الصحي لأبنائهم، كما وردت عبر وسائل الإعلام الأخرى الكثير من الأمثلة عن واقع الإجراءات الاحترازية، ومآلها عند اكتشاف إصابة ما، علماً أن الوزارة لم تعلن إلا عن حالتين بين الطلاب جرى التأكد من إصابتهم بالكورونا خلال مدة الأسبوعين الماضيين، حيث كانت الإجراءات مقتصرة على إغلاق الشعبة الصفية التي كان فيها هؤلاء، ولأيام محدودة فقط.
صحيفة قاسيون