أعاد مدير المؤسسة السورية للمخابز زياد هزاع، أزمة الخبز الحاصلة منذ حوالي عشر أيام إلى الانقطاعات الترددية في الكهرباء، والتي أحدثت أعطال في الآليات الموجودة في الأفران، لافتاً إلى أن معظم قطع التبديل في هذه الآليات صينية المنشأ، والتي لا تحتمل هذه الأعطال المتكررة.
وأضاف بحسب تلفزيون الخبر: ونتيجة لذلك قمنا بإغلاق بعض الأفران لإجراءات الصيانة، وتم نقل مخصصاتها إلى أفران أخرى، لاستمرار عملية الإنتاج، ما أدى إلى حدوث ازدحام على الأفران التي زاد الإقبال عليها نتيجة لصيانة بعض الأفران الأخرى.
ولفت هزاع إلى عدم وجود عدد كاف من العناصر ضمن الورشات الفنية، لتقوم بإصلاح الأعطال في كافة المحافظات، موضحاً بأن ذات الورشات متخصصة بصيانة الخطوط ووضع وحدات خطوط جديدة في الإنتاج، ما يؤدي إلى حدوث تأخير في عمليات الصيانة.
وفي السياق أشار هزاع إلى ازدياد حالات الإتجار غير المشروع بالدقيق التمويني بشكل مرعب حسب وصفه، كاشفاً عن مصادرة 1600 طن من الدقيق المهرب منذ بداية العام وحتى تاريخه، وتنظيم 1780 ضبط ما بين اتجار بالمادة والتصرف بالخبز العلفي، ونقص الوزن، وكذلك مخالفات تتعلق بصناعة الرغيف، معيداً ذلك إلى وجود خلل في الفارق السعري بين القطاعين العام والخاص، حيث يباع كيلو الدقيق للمخابز الحكومية بـ18 ليرة، بنما يبلغ سعره بالقطاع الخاص 650 ليرة، كذلك يصل كيلو الخميرة إلى المخابز الحكومية والخاصة بسعر737 ليرة، بينما يباع في السوق بحوالي 6000 ليرة.
وأضاف: إن الحكومة قدمت دعم في عام 2019 لصناعة الرغيف يقدر بـ312 مليار ليرة، بهدف الوصول إلى مستحقيه، وليس للإتجار غير المشروع به.
وطالب هزاع المجتمع الأهلي بمؤازرة الجهات المعنية للكشف عن حالات الإتجار، مشيراً إلى أنه قد تحدث حالات يتواطأ فيها البائع في الفرن ويبيع المواطن ربطتين مثلاً حسب طلبه، ويقتطع أربع ربطات على البطاقة الذكية، وهذا وجه من أوجه الإتجار.
وحول الشكاوى على فرن الزاهرة الآلي، أشار هزاع إلى أن هذا الفرن يشهد مشاكل منذ عدة سنوات، لكونه يغذي عدة مناطق أخرى قريبة منه، لافتاً إلى وجود عطل في خط اليرموك الصغير حالياً، والذي كان يعمل بطاقة إنتاجية تقدّر بحوالي 9 طن، ما أدى إلى زيادة حالة الازدحام، لافتاً إلى العمل على إصلاح هذا العطل بشكل سريع.
وأشار هزاع إلى أنه لم يتم تخفيض مخصصات دمشق من الدقيق بالمجمل، لافتاً إلى أنه يتم التزويد حسب الحاجة، منوّهاً بأن كميات الدقيق الموزعة على الأراضي السورية بشكل يومي تصل إلى 4600 طن، تنتج حوالي 5300 كيلو غرام من الخبز.
ووعد هزاع المواطنين بحدوث انفراج بأزمة الخبز خلال الأيام القليلة القادمة، نتيجة العمل على توزيع كميات كافية من الدقيق للأفران.
وكذلك السماح للأفران التي كانت معاقبة بتخفيض مخصصاتها بسبب مخالفات تموينية، أن تعود إلى العمل بطاقتها الإنتاجية، إضافة إلى العمل على إجراء صيانة مباشرة لكل المخابز مع استنفار الطاقات بالكامل، مشيراً إلى أن الشركة العامة للمطاحن زادت من طاقتها الإنتاجية وأصبحت تعمل على مدار الساعة لزيادة العرض أمام زيادة الطلب.
وأشار هزاع إلى وجود شكاوى كثيرة حول سوء جودة ونوعية الخبز معيداً ذلك إلى انعدام القمح الطري في البلاد، نتيجة عدم استيراده بسبب العقوبات، والاعتماد على القمح القاسي الوطني، الذي يحتاج إلى زمن أطول في عملية الطحن، إضافة إلى أنه ينتج رغيف خبز ليس بالجودة المطلوبة.