سوء معاملة و(خيار وفقوس) في التوزيع ببعض الصالات..
ربما يكون ذلك حقيقة، ولكن من الظلم تعميم تلك الصفة على الجميع أولاً, ثم هل سأل أحدهم نفسه عن كمية الضغط النفسي واللفظي والجسدي التي يتعرض لها بعض مديري الصالات والموظفين أثناء توزيع المواد الأساسية من السكر والرز؟ فهنالك من تعرض للتهديد بالسلاح ومنهم من تم ضربه, ناهيك بالشتائم المنهالة عليهم, كما يقول مدير فرع (السورية للتجارة ) في دمشق -لؤي حسن.
يضيف حسن: انتقل عمل موظفي المؤسسة السورية للتجارة لحل الأزمات والخلافات الحاصلة على دور توزيع السكر والرز, وهذا دور ثانوي لها، بينما دور المؤسسة الأساسي تأمين جميع المواد الغذائية للمواطنين وليس فقط جزئية السكر والرز، مشيراً إلى أن مدير الصالة إنسان وله طاقة للتحمل, أنا كمدير فرع, من المستحيل أن أعمل مدير صالة (لو بيعطوني ذهب) بعض المديرين تم رفع أسلحة على رؤوسهم وأصبحنا نستعين بالشرطة المدنية لتنظيم دور المواطنين أثناء توزيع مواد السكر والرز وربما سنستعين بالشرطة العسكرية قريباً.
وأكد حسن أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، فالمدير والموظفون في المؤسسة يعانون معاناة شديدة خلال توزيع السكر والرز, حيث يبدؤون التوزيع من الساعة 6 صباحاً إلى 6 مساءً, ومع ذلك يبقى هنالك ضغط كبير على منافذ التوزيع، مشيراً إلى أن البعيد عن منفذ البيع يرى أن أحد الأشخاص أخذ مستحقاته من المواد التموينية من دون أن يقف على الدور, فتبدأ الشتائم والصياح التي من الممكن أن تتطور إلى الضرب أحياناً.
وكشف حسن أن العديد من مديري الصالات يقدمون إعفائهم من تلك المهمة نظراً لهول الضغط الذي يتعرضون له, فهناك مديرون (أكلوا قتلة) من المواطنين وإذا لم تكن هنالك جهة تدافع عنهم (بيروح الموظف بكيسه)، مؤكداً حضوره أكثر من واقعة لشتم مدير الصالة لأي سبب من الأسباب.
ولتفادي موضوع (الخيار والفقوس) وللتخفيف من الضغط على موظفي الصالة يقول حسن: قمنا بالاستعانة بلجان الأحياء والمخاتير وأعضاء مجلس المحافظة للمساعدة ولكن ليس من المعقول أن يتم التوزيع ولا يحصل هؤلاء على مستحقاتهم ؟
وأكد حسن أن سبب الازدحام في أغلب الصالات هو إصرار المواطنين على شراء كامل مستحقاتهم من الرز والسكر في الأسبوع الأول من الشهر رغم وجود مدة شهرين لتسليم المواد، إضافة إلى أن أكثر الصالات التي تعاني الازدحام في دمشق كـ(المزة والبرامكة وباب توما والقصاع) يتسبب بها مواطنو الريف الذين يعملون في المدينة ويصرون على تسلم مستحقاتهم من تلك المراكز نظراً لتوفر المواد فيها أكثر من الريف.
وأشار حسن إلى أن المؤسسة قامت بتسليم المواد التموينية (السكر والرز) للمواطنين عن شهرين, وبذلك ازدادت مدة تسليم المواد ليأخذها المواطن خلال شهرين وليس شهراً, وذلك في سبيل تخفيف الضغط فخلال الشهر الأول يكون أغلب المواطنين قد استلموا مستحقاتهم. وتالياً يمكن الانتقال إلى توزيع مواد أخرى غذائية وغيرها كالقرطاسية.
وأكد حسن أنه لا يستطيع معاقبة مدير الصالة إلا بإعفائه، يضيف: لكن نظراً لعدم وجود بديل نقوم بتنبيهه والطلب منه عدم اتخاذ أي إجراء في حال حدوث أي مشكلة سوى الاتصال بالإدارة وإعلامها، مشيراً إلى أن المشاكل التي تتم خلال توزيع المواد التموينية قديمة جداً ولكن الجديد في الموضوع زيادة تسليط الضوء عليها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتي تكون في الأغلب مبنية على الكذب وإثارة الرأي العام فقط.
مضنٍ ويعرض للمرض.
مديرة إحدى الصالات لم تذهب بعيداً عن تلك المشاكل, فما يتعرض له المديرون -كما تقول- من ضغوطات, إحداها عدم انتظام الدور وإصرار المواطنين على استلام مستحقاتهم من المواد التموينية فور بداية الشهر، وفي حال عدم حصولهم على مايريدونه تبدأ موجة الصياح والشتائم والإساءة بعدم احترام مدير الصالة والموظفين، متناسين أن هنالك طاقة معينة لمدير الصالة, فهنالك عبء آخر موكل فيه من جرد وبيع للمواد التموينية الأخرى، ناهيك بالضغط الذي يحصل لدى عمال المستودعات, فأقل صالة توزع أكثر من طن يومياً من السكر والرز ما يجعلهم يرسلون المواد (السكر والرز) دوغما بـ(الشوالات) فيضطر موظفو المؤسسة لتعبئته وتغليفه ضمن أكياس قبل بيعه للمواطنين ما يجعل مهام الموظف ضمن المؤسسة أكبر ويعيق من توزيع المواد في وقت أبكر.
ورأت مديرة الصالة أن عمل المدير والموظفين في أوقات التوزيع مضنٍ فقد اضطر المديرون في أوقات الحظر للدوام إلى الساعة 10 ليلاً, إضافة إلى كونهم معرضين للإصابة بمرض(الكورونا )لأن عملهم يتطلب الاحتكاك مع آلاف المواطنين، مشيرة إلى أنه أحياناً في اليوم الواحد يتم توزيع مواد على أكثر من 400 مواطن.
وأكدت مديرة الصالة أنه يأتي العديد من الحالات بما نسبته 25% من المواطنين الذين يكون لديهم مشكلة في بطاقتهم تتضمن عدم تطابق الكميات المستحقة لهم من المواد التموينية مع عدد أفراد أسرتهم، فيبدؤون بالشتم والصراخ، مشيرة الى أن المؤسسة ليست لها علاقة بالكميات الموجودة على الجهاز أبداً ويجب على المواطنين مراجعة مركز تكامل لحل تلك المشكلة التي يتم العمل بها بعد شهر من حلها.
صحيفة تشرين