وقع تفجير داخل مسجد في حي وادي الذهب بمدينة حمص أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، في حادثة وُصفت رسميًا بعمل إرهابي، اليوم الجمعة 26 كانون الأول.
وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا)، نقلًا عن مدير مديرية الإحالة والإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة نجيب النعسان، بارتفاع حصيلة الضحايا إلى ثمانية قتلى و18 مصابًا كحصيلة أولية غير نهائية. وذكر مراسل “الإخبارية السورية” أن الانفجار حدث داخل مسجد “علي بن أبي طالب” قرب إحدى الزوايا التي تشهد ازدحامًا بالمصلين، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا في المكان. كما نقلت الوكالة عن مصدر أمني أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الانفجار ناجم عن عبوات ناسفة مزروعة داخل المسجد.
وأعلنت وزارة الداخلية اعتبار التفجير عملًا إرهابيًا، مؤكدة تحرك وحدات الأمن الداخلي فور الحادثة، وفرض طوق أمني حول المسجد، وبدء الجهات المختصة بجمع الأدلة وفتح تحقيق لملاحقة المتورطين.
وجاءت الحادثة في سياق أمني حساس شهدته محافظة حمص خلال الأسابيع الماضية، عقب جريمة قتل رجل وزوجته في بلدة زيدل جنوب المدينة بتاريخ 23 تشرين الثاني، والتي رافقتها عبارات ذات طابع طائفي. وكان قائد الأمن الداخلي في حمص مرهف النعسان قد أكد حينها أن الجريمة هدفت إلى إثارة الفتنة، قبل أن تعلن وزارة الداخلية لاحقًا توقيف المشتبه به الرئيسي وتوضيح أن الدافع كان السرقة مع محاولة متعمدة لتضليل التحقيق.
وتسببت تلك الجريمة حينها بتوترات أمنية محدودة في بعض أحياء حمص، ما استدعى تدخل قوى الأمن الداخلي وفرض إجراءات لضبط الوضع، وسط إدانات عشائرية وشعبية واسعة، أبرزها بيان عشيرة بني خالد الذي شدد على رفض الفتنة ودعم مسار الدولة.
وتتجه الأنظار حاليًا إلى نتائج التحقيقات الجارية في تفجير المسجد، وسط تأكيدات رسمية على استمرار الإجراءات الأمنية وملاحقة المسؤولين عن الهجوم، والتشديد على الحفاظ على الاستقرار ومنع أي محاولات لزعزعة السلم الأهلي في المدينة.