رحّلت السلطات الألمانية، اليوم الثلاثاء 23 كانون الأول، لاجئًا سوريًا على متن رحلة جوية نظّمها ضباط الشرطة الفيدرالية إلى العاصمة دمشق، وفق ما نقلت صحيفة “بيلد” الألمانية.
أوضحت الصحيفة أن اللاجئ المرحّل من مواليد عام 1988، وكان يقيم في ألمانيا منذ عدة سنوات، مؤكدة أنه سُجن مؤخرًا في ولاية شمال الراين-وستفاليا بتهم السطو المسلح والاعتداء والابتزاز، فيما شدّد وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت على أن “المجرمين يجب أن يغادروا بلادنا”، مؤكدًا عدم التهاون مع من يشكّلون تهديدًا للأمن.
أشارت “بيلد” إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ضمّن في اتفاق الائتلاف الحاكم بندًا يسمح بالترحيل إلى أفغانستان وسوريا، بدءًا بـ“المجرمين ومن يُعتبرون تهديدًا للأمن العام”، رغم استمرار الجدل داخل الائتلاف حول هذا الملف.
لفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أعرب خلال زيارته إلى دمشق عن شكوكه بشأن الترحيل إلى سوريا، باستثناء “حالات استثنائية قليلة جدًا لمجرمين خطيرين حقًا”، مبررًا موقفه بحجم الدمار الذي شاهده، ولا سيما خلال زيارته إلى مدينة حرستا بريف دمشق في 30 تشرين الأول الماضي، إلا أنه لم يتمكن من فرض موقفه داخل الحكومة.
سبق ذلك ترحيل السلطات الألمانية، في 20 تشرين الأول الماضي، عائلة سورية مكوّنة من 20 شخصًا من مدينة شتوتغارت إلى سوريا، بعد إنهاء إقامتها عبر ما وُصف بـ“خروج مراقَب ومنظّم”، على خلفية عشرات الشكاوى والاتهامات الجنائية بحق أفرادها.
بيّنت وزارة العدل في ولاية بادن-فورتمبيرغ أن 17 فردًا من العائلة غادروا البلاد، فيما لا يزال ثلاثة آخرون في السجن، مؤكدة وصول العائلة إلى سوريا بعد تخليها عن صفة اللجوء وتلقي دعم مالي بنحو 1350 يورو لكل شخص ضمن برامج “العودة الطوعية”.
تواصل السلطات الألمانية العمل على تفعيل إمكانية الترحيل، رغم القيود القانونية الحالية، مؤكدة أن تشديد الإجراءات يدفع مزيدًا من المخالفين إلى قبول “الخروج الطوعي المنظّم”، مع توقعات بتوسيع تطبيق هذه السياسة خلال المرحلة المقبلة.