دعا محافظ حلب، المهندس عزّام الغريب، مساء الإثنين 22 كانون الأول، إلى تعليق التجمعات واحتفالات عيد الميلاد في المدينة، ولا سيما في الأحياء ذات الكثافة المسيحية، عقب تصعيد أمني شهدته حلب إثر قصف وإطلاق نار طال مناطق قريبة من مواقع الاحتفالات.
وأوضح الغريب، في بيان رسمي، أن التطورات الأخيرة تشكّل تهديداً مباشراً لسلامة المدنيين، لافتاً إلى أن الأحياء التي تحتضن فعاليات الميلاد وكنائس المدينة تقع على مقربة من مناطق التوتر، ما يرفع مستوى الخطورة على الأهالي، مؤكداً أن القرار إجراء احترازي مؤقت لحماية الأرواح.
وأكد محافظ حلب أن الجهات الأمنية تتابع الوضع الميداني بدقة، وتتخذ الإجراءات اللازمة لاحتواء مصادر التهديد، مشدداً على أن سلامة المواطنين أولوية مطلقة، وداعياً الأهالي إلى الالتزام بالتعليمات الصادرة حتى إشعار آخر.
بالتوازي، أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري استشهاد طفل وامرأة، وإصابة طفلة، جراء قصف استهدف منزلاً في حي الجميلية، مشيرة إلى تدخل فرقها لإخماد حريق ونقل الضحايا، كما أصدرت إنذاراً عاجلاً دعت فيه إلى تجنب عدد من المحاور الحيوية، بينها دوار الليرمون ودوار الشيحان، وحددت مناطق وصفتها بالأكثر خطورة.
وفي السياق نفسه، قال قائد الأمن الداخلي في حلب، العقيد محمد عبد الغني، إن القوات الأمنية باشرت انتشاراً مكثفاً وإجراءات لإخلاء المدنيين وتأمين سلامتهم في المناطق المتأثرة، محذّراً من أي محاولات لزعزعة أمن المدينة، ومؤكداً التعامل بحزم مع مصادر التهديد.
من جهته، كشف محافظ حلب عن خروقات متكررة شهدتها أحياء الأشرفية والشيخ مقصود خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن التصعيد الأخير جاء بعد سحب حواجز مشتركة دون تنسيق مسبق، أعقبه استهداف للمدنيين وقوى الأمن وفرق الدفاع المدني.
وأعلنت وزارة الصحة السورية وفاة شاب ووالدته، وإصابة ثمانية أشخاص، بينهم طفلان وعنصران من الدفاع المدني، جراء قصف طال منطقة سكنية قرب مستشفى الرازي، مؤكدة رفع الجاهزية في جميع مستشفيات حلب، واستنفار الكوادر الطبية للتعامل مع أي طارئ.
وفي تطور متصل، أفادت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث بإصابة عنصرين من الدفاع المدني جراء استهداف مباشر أثناء تنفيذ مهام رسمية، معتبرة ذلك انتهاكاً للقانون الإنساني، فيما نفت وزارة الدفاع السورية صحة ما وصفته بـ“مزاعم” حول هجمات على مواقع “قسد”، مؤكدة أن القوات تعاملت مع مصادر نيران استهدفت منازل المدنيين.
وتشير المعطيات الرسمية إلى استمرار رفع الجاهزية الأمنية والخدمية في المدينة، مع إبقاء التحذيرات سارية، بانتظار استقرار الوضع وعودة الأوضاع إلى طبيعتها، تمهيداً لاستئناف الأنشطة العامة وفق ما تقرره الجهات المختصة.