يتوقّع حاكم مصرف سورية المركزي عبد القادر حصرية أن يحقق اقتصاد سوريا في عام 2025 نمواً أسرع "بكثير" من تقديرات البنك الدولي البالغة 1%، مرجعاً ذلك إلى الأثر المتوقع لعودة أعداد كبيرة من اللاجئين إلى البلاد. وجاءت تصريحاته خلال مؤتمر نظمته "رويترز" اليوم.
يستند حصرية في تقديره إلى عودة "نحو 1.5 مليون لاجئ"، معتبراً أن حساب المساهمة الاقتصادية لهذه العودة "يكشف أن التقدير الدولي لا يعكس واقع الاقتصاد". وكان البنك الدولي توقّع في يوليو نمواً نسبته 1% خلال هذا العام، بعد انكماش بلغ 1.5% في العام الماضي وسط تحديات أمنية وقيود سيولة وضبابية البيانات.
يعترف حصرية بغياب بيانات اقتصادية دقيقة في البلاد، لكنه يشير إلى انخفاض معدلات التضخم وتعزيز سعر الصرف كـ"مؤشرات بديلة" على تحسن الأداء الاقتصادي. كما يؤكد أن سوريا تعمل مع صندوق النقد الدولي على "تطوير طرق لقياس البيانات الاقتصادية بدقة تعكس التعافي الجاري".
العملة الجديدة: حذف صفرين واستعدادات لوجستية
تستعد السلطات النقدية لإصدار أوراق نقدية معدلة تُحذف منها صفران، في محاولة لاحتواء التدهور الحاد في قيمة الليرة، التي فقدت أكثر من 99% من قيمتها منذ عام 2011. ويستقر سعر الصرف حالياً قرب 11 ألف ليرة للدولار مقارنة بـ50 ليرة قبل الحرب.
يكشف حصرية أن العملة الجديدة ستتألف من ثماني فئات ورقية، مؤكداً خطة الحذف دون تحديد موعد الإصدار. ويوضح أن عملية الاستبدال "تتطلب تحضيراً واسعاً"، مشيراً إلى انتهاء لجنة التبديل من تقريرها النهائي، وإلى استمرار التحضيرات عبر لجنة وزارية تضم أصحاب المصلحة كافة، ولا سيما مع وجود 14 مليار قطعة نقدية متداولة.
العقوبات: توقعات بإلغاء قيصر
تعلّق واشنطن حالياً العقوبات المفروضة بموجب قانون "قيصر" لمدة 180 يوماً، فيما يحتاج رفعها الكامل إلى موافقة الكونغرس الأميركي.
يصف حصرية قرار التمديد بأنه "معجزة"، ويعرب عن توقعه بأن يتم إلغاء العقوبات نهاية السنة "استناداً إلى نقاشات مع مشرعين أميركيين". ويرى أن هذه الخطوة "تمنح الطمأنينة للمصارف المراسلة" للتعامل مع سوريا.
المدفوعات الرقمية: اتفاق جديد مع فيزا
يتزامن ذلك مع توقيع اتفاق بين مصرف سورية المركزي وشركة "فيزا" لبدء عملياتها في البلاد ضمن خارطة طريق لبناء منظومة دفع رقمية وتعزيز الشمول المالي. وتشمل الخطة إصدار بطاقات دفع، وتفعيل محافظ رقمية، وبناء بنية تحتية تعتمد معايير أمن عالمية مثل "EMV" وتقنية الترميز.
يوضح حصرية أن التعاون يشمل أيضاً اجتماعات إضافية مع "فيزا"، مؤكداً أن انسجام هذه الشراكات مع "رؤية تحويل سوريا إلى مركز مالي لمنطقة المشرق العربي" يمثل جزءاً من استراتيجية التحول الرقمي.
التطورات المتوقعة
يتوقّع اقتصاديون أن تتجه الحكومة خلال الفترة المقبلة إلى تعزيز المؤشرات النقدية، وتسريع التحضير لإطلاق العملة الجديدة، واستثمار الانفراج النسبي في ملف العقوبات لتوسيع شبكة المصارف المراسلة وجذب استثمارات مرتبطة بخدمات الدفع والقطاع المالي.