عقد الرئيس السوري أحمد الشرع، يوم أمس الاثنين، اجتماعاً مع وفد أميركي رفيع المستوى من شركة “شيفرون” بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني والرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول، لمناقشة مشاريع تطوير حقول النفط البحرية والساحلية في سوريا.
ركزت المباحثات على إطلاق مشاريع تنقيب بحرية، رفع قدرات الإنتاج في مصافي الساحل، ونقل التكنولوجيا الأميركية للقطاع النفطي السوري، ضمن خطوة وُصفت بأنها تحوّل اقتصادي كبير في خطة إعادة إعمار البنية الإنتاجية للبلاد.
تأتي هذه الخطوة بعد زيارة المبعوث الأميركي الخاص توماس باراك إلى دمشق، وسبقته لقاءاته بالعراق، وسط إشارات إلى تحرك أميركي لدعم استقرار سوريا اقتصادياً وربط ذلك بملف الطاقة، خصوصاً حقول النفط البحرية الحساسة شرق المتوسط.
وأصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد ساعات من الاجتماع، منشوراً على “تروث سوشيال” أشاد فيه بأداء الحكومة السورية الجديدة، وحث إسرائيل على تجنب أي خطوات قد تعرقل تطور سوريا، مؤكداً ضرورة الحفاظ على حوار صادق بين دمشق وتل أبيب.
وفي سياق متصل، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول أميركي كبير تحذيره من أن استمرار العمليات الإسرائيلية في الجنوب السوري قد يحوّل الحكومة السورية الجديدة إلى خصم لإسرائيل، وهو ما دفع نتنياهو لإجراء اتصال عاجل بالرئيس الأميركي وطلب اجتماع إضافي في البيت الأبيض.
وتشير التطورات إلى أن الولايات المتحدة تتحرك على مسارين متوازيين داخل سوريا: فتح مسار اقتصادي مباشر مع حكومة الشرع عبر شركات الطاقة، وتهدئة الجبهة السورية – الإسرائيلية لضمان نجاح المشاريع الاقتصادية، لا سيما في قطاع النفط البحري، مع مراهنة الإدارة الأميركية على فرصة تاريخية لإعادة تشكيل الخريطة الإقليمية وتعزيز النفوذ الاقتصادي طويل الأمد في سوريا.