حادثة جديدة تهزّ شمال غربي سوريا بعد مقتل طفل وإصابة اثنين آخرين في بلدة تلمنس بريف إدلب، جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الحرب يوم الاثنين 1 كانون الأول/ديسمبر، وفق بيان صادر عن الدفاع المدني السوري.
وتفاصيل الحادثة تشير إلى أن الانفجار وقع أثناء لعب الأطفال في منطقة زراعية، حيث جرى نقل جثمان الضحية إلى ذويه، بينما أسعف مدنيون الطفلين المصابين إلى مستوصف مدينة معرة النعمان. وتبرز هذه الواقعة حجم الخطر المستمر الذي تمثله الذخائر غير المنفجرة على حياة السكان، وخصوصًا في المناطق التي لم تُرفع منها مخلفات الحرب.
وحادث منفصل في شرقي دير الزور أسفر عن مقتل جنديين من كوادر وزارة الدفاع السورية، وإصابة اثنين آخرين نتيجة انفجار لغم أرضي في بادية البوليل، بحسب معلومات أشارت إلى انتماء القتيلين إلى الفرقتين 86 و66 العاملتين في المنطقة.
وتزامن تسجيل هذه الحوادث مع صدور تقرير دولي جديد من مرصد الألغام في جنيف، كشف عن ارتفاع غير مسبوق في ضحايا الألغام الأرضية ومخلفات الحروب خلال عام 2024، مع تسجيل 6279 قتيلاً وجريحاً في 52 دولة، شكّل المدنيون 90 بالمئة منهم، إلى جانب ارتفاع عدد القتلى إلى 1945 في حصيلة هي الأعلى منذ عام 2020.
ومعطيات التقرير تشير إلى أن سوريا وميانمار تتصدران قائمة الدول الأكثر تضرراً، حيث وثّقت ميانمار 2029 إصابة وسوريا 1015 ضحية خلال العام، في وقت تراجع التمويل الدولي لعمليات إزالة الألغام وانخفض الدعم المخصص لمساعدة الضحايا إلى أقل من 5 بالمئة من إجمالي التمويل العالمي.
وتتزامن هذه التطورات مع تحديات تواجه النظام الدولي لحظر الألغام، بعد إعلان خمس دول من أعضاء الناتو نيتها الانسحاب من معاهدة أوتاوا، التي تُعد الإطار القانوني الأساسي لحظر الألغام المضادة للأفراد منذ 1999، ويلتزم بها 166 بلدًا حول العالم.
وتوقعات المرصد تشير إلى استمرار ارتفاع الخسائر الإنسانية، في ظل اتساع رقعة المناطق الملوثة بالذخائر غير المنفجرة وتراجع برامج الإزالة، خصوصًا في البلدان التي خرجت حديثًا من النزاعات ولا تزال تواجه انتشارًا واسعًا لمخلفات الحرب.