زعم الاحتلالُ الإسرائيلي، اليوم الأحد، عبر وسائل إعلامه، أن المعتقلين الذين احتجزهم خلال عدوانه على بلدة بيت جن في ريف دمشق، فجر الجمعة، "اعترفوا خلال التحقيق بعلاقتهم مع حماس وإيران وحزب الله"، في خطوة اعتبرها متابعون جزءاً من محاولاته لإيجاد ذرائع لتبرير استمرار عملياته العسكرية منذ سيطرته على قمّة جبل الشيخ عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.
نقلت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" عن مصدر قالت إنه "من إحدى دول المنطقة" أن المعتقلين "أقرّوا بأنهم تلقوا تمويلاً لتسلّحهم بهدف تنفيذ عمليات ضد إسرائيل".
وجاءت هذه الادعاءات رغم غياب أي معلومات عن ظروف التحقيق، أو أوضاع المعتقلين السوريين، وما إذا كانوا يتعرضون لضغوط أو انتهاكات شبيهة بتلك التي يواجهها معتقلون فلسطينيون ولبنانيون، وسط نفي رسمي من "الجماعة الإسلامية" في لبنان لأي ارتباط بعمليات خارج البلاد، واستغرابها من الزج باسمها في العدوان على بيت جن الذي خلّف 13 شهيداً سورياً وعشرات الجرحى، وفق وزارة الصحة السورية، مقابل إصابة ستة جنود إسرائيليين بجروح متفاوتة.
أوضحت "كان 11" أن الولايات المتحدة تحاول تهدئة التوتر بين إسرائيل وسوريا عقب الهجوم، مشيرةً إلى دراسة واشنطن إرسال مسؤولين، بينهم مورغان أورتاغوس، بهدف دعم جهود تثبيت الاستقرار.
ويأتي هذا وسط تمسّك إسرائيل بمواصلة احتلال قمّة جبل الشيخ ذات الأهمية الجغرافية والعسكرية، معتبرة أنها لن تتخلى عنها قبل التوصل إلى اتفاق شامل يتجاوز التنسيق الأمني التقليدي مع دمشق.
طالبت فرنسا، عبر القائم بالأعمال في دمشق جان فافر، إسرائيلَ بـ"احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها"، مؤكدة أهمية الالتزام باتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974.
وأعربت باريس عن قلقها من سقوط ضحايا مدنيين في بيت جن، داعية دول المنطقة إلى الانخراط في الجهود الهادفة لجعل سوريا "مركزاً للسلام والاستقرار".
وفي مواجهة استمرار التوغلات العسكرية الإسرائيلية، شدّد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى على أن دمشق "لن تذهب إلى ما تريده إسرائيل"، معتبراً أن الاستفزازات الإسرائيلية تهدف لفرض وقائع جديدة على الأرض، وسط توقعات بتصاعد الضغوط الدولية لمعالجة التوتر المتصاعد في محيط جبل الشيخ.