تحذيرات من تفاقم القبولات الجامعية غير الرسمية في سوريا

حذّر المستشار التعليمي حسين الرسلان من اتساع ظاهرة القبولات الجامعية غير الرسمية في سوريا، مؤكداً أن وزارة التعليم العالي تواجه تحدياً قانونياً وأخلاقياً مع تنامي نشاط وسطاء يروّجون لقبولات خارج المفاضلات الرسمية، مستغلين ارتفاع معدلات القبول، خصوصاً لحملة الشهادات غير السورية.

وأوضح الرسلان أن عدداً من الطلاب تواصلوا معه للاستفسار عن “تسويات” مزعومة لقبولات جامعية، ليتبين وجود جهات تدّعي قدرتها على تجاوز نتائج المفاضلة والشواغر عبر ترتيبات غير قانونية داخل الوزارة والجامعات، ما يشير إلى اتساع نطاق هذه الممارسات وخطورتها على نزاهة القبول الجامعي.

وقدّم الرسلان مجموعة مقترحات لمواجهة الظاهرة، أبرزها إصدار تحذير رسمي للطلاب بعدم التعامل مع أي جهة تدّعي تأمين قبولات خارج القنوات المعتمدة، وتوجيه إنذارات للإدارات الجامعية والموظفين بعدم الانخراط في أي مخالفات، إضافة إلى رفض أي استثناءات أو قبولات غير قانونية، وتوفير معلومات شفافة حول آليات القبول الرسمية.

وشدّد الرسلان على أن هذه الممارسات تمسّ مبدأ تكافؤ الفرص وتفتح الباب أمام الفساد، ما يتطلب استجابة عاجلة من الجهات المختصة لضبط العملية التعليمية وحماية حقوق الطلاب.

وفي السياق، أصدرت وزارة التعليم العالي تحذيراً رسمياً من التعامل مع أشخاص يزعمون بيع مقاعد جامعية أو تأمين قبولات عبر “علاقات” داخل الوزارة، مؤكدة أن المفاضلة تتم بشكل مؤتمت بالكامل دون أي تدخل بشري، في إطار سياساتها لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد.

وأكدت الوزارة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت تورطه في الترويج لهذه المزاعم، داعية الطلاب إلى الاعتماد على منصاتها الرسمية فقط، وعدم الوثوق بأي وعود خارج الأنظمة المعتمدة.

وسبق للوزارة أن نفت تأثير قبول الشهادات الثانوية القديمة على مفاضلة عام 2025، موضحة أن المفاضلة الخاصة بهذه الشهادات منفصلة بالكامل، وأن مقاعد إضافية خُصصت لهم دون أي تأثير على مقاعد دفعة هذا العام.

وأشارت الوزارة إلى أن العام الحالي يُعد “عام التحرير” في معالجة ملفات الطلاب القدامى، ما أتاح لهم التقدم إلى المفاضلة العامة ومفاضلة ملء الشواغر، في خطوة وصفتها بأنها تهدف لرفع المظالم وتحقيق العدالة التعليمية.

وتستعد الوزارة لإصدار مفاضلة ملء الشواغر خلال الأيام المقبلة، في ظل وجود أكثر من 30 ألف مقعد شاغر في الجامعات الحكومية والخاصة، على أن تشمل التعليم العام والموازي والخاص، ولجميع طلاب الشهادة الثانوية السورية وغير السورية، إضافة إلى الشهادات القديمة.

كما أكدت الوزارة استمرارها في دعم الطلاب وتطوير منظومة القبول الجامعي بما يضمن العدالة والشفافية، داعية جميع المتقدمين إلى متابعة حساباتهم على المنصات الرسمية للاطلاع على النتائج واستكمال الإجراءات.