تقدّم دراسة استقصائية حديثة منظورًا جديدًا حول العوامل التي تعزّز شعور المرأة بالسعادة داخل العلاقات العاطفية، إذ تشير النتائج إلى أنّ النساء يصلن إلى ذروة السعادة عندما يحصلن على 47 دقيقة بالضبط من الاهتمام الكامل والمتواصل من شريكهن يوميًا. هذه المدة — التي لا تقل دقيقة ولا تزيد — أثارت اهتمام الباحثين والجمهور على حدٍ سواء، وكأنّها "كلمة المرور العاطفية" التي تمكن الشريك من الوصول إلى أعلى درجات الرضا لدى المرأة.
جوهر الدراسة: السعادة ليست في الوقت، بل في نوعية الحضور
تشير الدراسة إلى أن الرقم "47" ليس مجرد دلالة حسابية، بل يعكس فكرة نوعية التواصل أكثر من كميته. فالاهتمام الكامل يعني ألا يكون الشريك مشتتًا، أو مشغولًا، أو نصف حاضر. وتشمل هذه الدقائق الثلاثة عناصر أساسية:
التواصل الإنساني الحقيقي
عبر الأحاديث الصادقة، وتبادل المشاعر، والإنصات دون مقاطعة.
إظهار المودة
من خلال اللمسات البسيطة، الابتسامة، أو كلمات التقدير.
الاتصال البصري
الذي يمنح الشعور بالأمان والاتصال العاطفي العميق.
وبحسب الباحثين، فإن هذه العناصر تُعيد تشكيل العلاقة يوميًا، وتنعش الروابط العاطفية بما يفوق تأثير الهدايا الكبيرة أو المفاجآت المكلفة.
لماذا 47 دقيقة؟ فهم المعنى النفسي
تربط الدراسة بين المدة الزمنية ومستوى تركيز الإنسان. إذ تشير أبحاث سابقة إلى أن القدرة على تقديم انتباه كامل دون تشتيت تتراوح عادة بين 30 و60 دقيقة، ما يجعل 47 دقيقة نقطة وسطى يمكن الحفاظ عليها يوميًا دون أن يشعر أحد الطرفين بالإرهاق أو الضغط.
ويظهر أيضاً أن هذه الدقائق:
تخفّض مستويات التوتر،
تعزّز الشعور بالانتماء،
وتزيد من مستويات الهرمونات المرتبطة بالارتباط والثقة مثل الأوكسيتوسين.
الرومانسية… من الإيماءات الكبرى إلى التفاصيل اليومية
تخلص الدراسة إلى أن الرومانسية لم تكن يومًا مرتبطة بالأفعال المبالغ بها أو المشاهد السينمائية، بل بالأفعال الصغيرة المتكرّرة التي تثبت حضور الشريك واستعداده للاستماع والمشاركة. فالاهتمام الحقيقي — كما تؤكد النتائج — هو الفعل الجذري الذي يبني العلاقات ويعزز استقرارها على المدى الطويل.
ومن المدهش أن دقيقة واحدة فقط أكثر أو أقل لم تغيّر النتيجة في الدراسة، ما يشير إلى أن الأمر ليس حرفيًا بقدر ما هو رمز لضرورة تخصيص وقت فعلي وغير مقطوع للشريك.
خلاصة
تقدّم هذه الدراسة منظورًا جديدًا ينسجم مع أبحاث علم النفس الحديثة التي تؤكد أهمية الحضور العاطفي الكامل في تعزيز جودة العلاقات. وبعد سنوات من السعي نحو الهدايا المكلفة والمفاجآت الكبيرة، ربما تذكّرنا نتائج كهذه بأن الدقائق الـ47 من الاهتمام اليومي قد تكون أكثر تأثيرًا في بناء علاقة صحية ومستقرة وسعيدة.