تشهد الهجرة العربية إلى الولايات المتحدة تحوّلات لافتة خلال عام 2024، حيث سجّلت بيانات وزارة الخارجية الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا في عدد التأشيرات الممنوحة لعدد من الدول العربية، وفي مقدمتها اليمن ومصر. ويعكس هذا الارتفاع تغيرات ديموغرافية واقتصادية وسياسية أسهمت في تشكيل أنماط الهجرة في المنطقة، ودفعت أعدادًا متزايدة من الأفراد إلى البحث عن فرص حياة أفضل في الخارج.
اليمن في الصدارة: دلالات اجتماعية واقتصادية
احتل اليمن المرتبة الأولى عربيًا بـ 6,499 تأشيرة هجرة خلال 2024، وهو رقم يعكس حجم الأزمات التي تواجهها البلاد منذ سنوات، ولا سيما استمرار الصراع وتدهور البنى الخدمية والاقتصادية. وقد أسهمت هذه الظروف في خلق بيئة تدفع الشباب والكوادر المهنية إلى البحث عن الأمان والاستقرار وفرص العمل خارج البلاد، خصوصًا في الولايات المتحدة التي تُعد وجهة رئيسية لليمنيين منذ بداية الأزمة.
مصر في المرتبة الثانية: هجرة بحثًا عن الفرص
جاءت مصر في المرتبة الثانية بـ 6,190 تأشيرة، وهو رقم يعكس استمرار موجة الهجرة الاقتصادية بين الشباب المصري. وتشير هذه الزيادة إلى رغبة شرائح واسعة في تحسين ظروفهم المعيشية في ظل التحديات الاقتصادية وارتفاع تكاليف الحياة. كما يلعب وجود جالية مصرية واسعة ومؤسسات مجتمع مدني وطلابية نشطة في الولايات المتحدة دورًا في تعزيز الهجرة عبر لمّ الشمل أو الشبكات الاجتماعية القائمة.
الأردن والمغرب ولبنان: هجرة متنوعة الدوافع
حلّت الأردن ثالثًا بـ 4,760 تأشيرة، بينما حصل المغرب على 4,687 تأشيرة، ولبنان على 3,881 تأشيرة.
وتشير هذه الأرقام إلى خليط من الدوافع، تشمل ضغط الأوضاع الاقتصادية، وندرة فرص العمل، ورغبة الأسر في ضمان مستقبل أكثر استقرارًا لأبنائها. وفي حالة لبنان تحديدًا، يأتي الارتفاع في سياق أزمات متتالية طالت الاقتصاد والبنى الاجتماعية منذ عام 2019.
الجزائر والسودان وسوريا: استمرار تدفقات الهجرة
سجّلت الجزائر حصولها على 3,452 تأشيرة، تلتها السودان بـ 2,997 تأشيرة، ثم سوريا بـ 2,574 تأشيرة.
وتُظهر هذه الأرقام أن الهجرة لا تزال خيارًا رئيسيًا للأفراد في هذه الدول، سواء بسبب الأوضاع السياسية غير المستقرة، أو الصعوبات الاقتصادية والإنسانية، أو الرغبة في الوصول إلى بيئات تعليمية ومهنية أكثر تقدمًا.
خريطة الهجرة العربية: قراءة عامة
تُبرز هذه المعطيات أن الهجرة العربية إلى الولايات المتحدة عام 2024 ليست ظاهرة موحّدة الأسباب، بل تتداخل فيها الاعتبارات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. فبينما تدفع الأزمات الحادة اليمنيين والسوريين والسودانيين إلى الهجرة، ينجذب المصريون والمغاربة والجزائريون بشكل أكبر إلى الفرص التعليمية والمهنية.
كما تعكس الأرقام وجود تحوّل واضح في ديناميات الهجرة، مع ارتفاع في بعض الدول التي لم تكن تشهد سابقًا هذا المستوى من التقدّم على سلم الهجرة إلى الولايات المتحدة.
الدول العربية الثمانية الأوائل في 2024
إليك القائمة وفق بيانات وزارة الخارجية الأمريكية:
اليمن: 6,499 تأشيرة
مصر: 6,190 تأشيرة
الأردن: 4,760 تأشيرة
المغرب: 4,687 تأشيرة
لبنان: 3,881 تأشيرة
الجزائر: 3,452 تأشيرة
السودان: 2,997 تأشيرة
سوريا: 2,574 تأشيرة