أعراض ارتفاع وانخفاض نسبة السكر في الدم: فهم الحالات وكيفية التعامل معها
يشكّل توازن مستوى السكر في الدم عاملاً رئيسياً للحفاظ على صحة الإنسان، إذ إن أي ارتفاع أو انخفاض حاد في الجلوكوز قد يؤدي إلى مضاعفات خطرة، خاصة لدى المصابين بداء السكري. ويُعدّ التعرف المبكر على الأعراض خطوة أساسية للوقاية والتدخل العلاجي السريع.
أولاً: ارتفاع نسبة السكر في الدم (Hyperglycemia)
يحدث ارتفاع سكر الدم عندما تتجاوز مستويات الجلوكوز الحد الطبيعي نتيجة نقص الإنسولين أو عدم فعاليته، أو بسبب عوامل غذائية ونفسية ودوائية.
أسباب ارتفاع السكر الشائعـة
قلة إفراز الإنسولين أو عدم استجابته (كما في السكري النوع 1 و2).
تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات والسكريات.
الضغوط النفسية أو التوتر الذي يزيد إفراز هرمونات رافعة للسكر.
قلة النشاط البدني أو توقف العلاج.
بعض الأدوية مثل الكورتيزون.
أعراض ارتفاع السكر في الدم
تظهر الأعراض بشكل تدريجي غالباً، وتشمل:
العطش الشديد
نتيجة سحب الجسم للماء من الخلايا لإذابة الجلوكوز الزائد.
كثرة التبول
بسبب محاولة الكلى التخلص من كمية السكر الزائدة.
الجوع المستمر
رغم تناول الطعام، وهو نتيجة عدم قدرة الخلايا على الاستفادة من الجلوكوز.
التعب والإرهاق
بسبب نقص الطاقة داخل الخلايا.
تشوش الرؤية
نتيجة تغير مستويات السوائل داخل العين.
جفاف الجلد والفم
بسبب فقدان السوائل عبر التبول المتكرر.
بطء التئام الجروح
نتيجة تأثر تدفق الدم وكفاءة المناعة.
رائحة نفس غير طبيعية (تشبه الفاكهة)
وقد تشير إلى بداية الحماض الكيتوني في الحالات الشديدة.
ثانياً: انخفاض نسبة السكر في الدم (Hypoglycemia)
يحدث انخفاض السكر عندما ينخفض مستوى الجلوكوز لأقل من الحد الطبيعي (غالباً أقل من 70 mg/dL)، ويُعد أكثر خطورة لأنه قد يتطور خلال دقائق.
أسباب انخفاض السكر الشائعـة
تناول جرعات زائدة من الإنسولين أو أدوية السكري.
عدم تناول الطعام لفترة طويلة.
ممارسة مجهود بدني مكثف دون تعويض بالكربوهيدرات.
شرب الكحول على معدة فارغة.
بعض الأمراض المزمنة في الكبد أو الكلى.
أعراض انخفاض السكر في الدم
تظهر الأعراض عادة بشكل سريع، وتشمل:
رعشة في اليدين
تعرّق بارد
خفقان القلب وتسارع النبض
جوع شديد ومفاجئ
دوخة أو دوار
صداع أو تشوش في الرؤية
عصبية أو توتر مفاجئ
صعوبة في التركيز والكلام
فقدان الوعي أو التشنجات (في الحالات الحادة)
ثالثاً: الفرق بين الحالتين وكيفية التعامل معهما
التعامل مع ارتفاع السكر
شرب الماء بكثرة لتعويض السوائل.
ممارسة نشاط خفيف لخفض الجلوكوز.
قياس مستوى السكر بانتظام.
استخدام الإنسولين وفق إرشاد الطبيب.
مراجعة الطوارئ عند استمرار الارتفاع أو ظهور علامات الحماض الكيتوني (غثيان – قيء – تنفس عميق – رائحة فاكهة).
التعامل مع انخفاض السكر
تناول مصدر سريع للسكر مثل:
ملعقة عسل، كوب عصير، قطع سكر، 3 تمرات.
إعادة القياس بعد 15 دقيقة.
تناول وجبة خفيفة إذا عاد السكر لمستواه الطبيعي.
طلب المساعدة فوراً عند فقدان الوعي أو عدم تحسن الأعراض.
خلاصة
إن ارتفاع وانخفاض السكر في الدم حالتان تتطلبان وعيًا دقيقًا بالأعراض ومراقبة مستمرة خاصة لدى مرضى السكري. فالتصرف السريع عند ظهور العلامات المبكرة هو العامل الأساسي في الوقاية من المضاعفات الخطيرة. الالتزام بالعلاج، والمتابعة الدورية، ونمط الحياة الصحي، هي الركائز الأساسية للحفاظ على توازن مستوى الجلوكوز وجودة حياة أفضل.