أصدر قاضي الصلح الجنائي في إسطنبول، اليوم الجمعة، أوامر اعتقال بحق 37 مسؤولًا إسرائيليًا، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بتهم تتعلق بـ"الجرائم ضد الإنسانية" و"الإبادة الجماعية"، وفق مواد قانون العقوبات التركي.
وأوضح مكتب المدعي العام في إسطنبول أن التحقيق يجري "بدقة متناهية وبصورة متعددة الجوانب"، استنادًا إلى سلسلة من الجرائم الموثقة التي نُسبت للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، من بينها مقتل الطفلة هند رجب (6 سنوات) بـ335 رصاصة في 29 كانون الثاني 2024، ومقتل 500 شخص في قصف مستشفى المعمداني الأهلي في 17 تشرين الأول 2023، إضافة إلى تدمير معدات طبية في 29 شباط 2024، وقصف مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية في 21 آذار 2025.
وجاءت هذه القرارات بعد استمرار الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في غزة، رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 14 تشرين الأول الماضي، حيث استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية اليوم طفلًا في حي الشجاعية، ما أدى إلى إصابته بجروح، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية. وتشير إحصاءات الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء إلى أن عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية بلغ 68 ألفًا و875 شخصًا حتى الآن.
وترتبط قرارات القضاء التركي بسياق أوسع من الإجراءات القانونية الدولية ضد إسرائيل، إذ كانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت في 21 تشرين الثاني 2024 مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، متهمة إياهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية منذ تشرين الأول 2023 وحتى أيار 2024.
وفي أيار من العام نفسه، أعلنت تركيا انضمامها رسميًا إلى الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، متهمة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، في خطوة عززت من التحركات القانونية الدولية ضد المسؤولين الإسرائيليين.
ومن المتوقع أن تواصل النيابة العامة التركية تنسيقها مع المؤسسات الدولية لتوسيع نطاق التحقيقات، وإصدار مذكرات توقيف دولية عبر "الإنتربول"، إذا تم اعتماد الأدلة ضمن الأطر القانونية الدولية المعترف بها.